أكد معالي وزير الشؤون الخارجية الجزائري السيد عبدالقادر مساهل، أن القمة العربية ال 29 التي تلتئم في الظهران اليوم، تنعقد في ظرف عربي غير مسبوق، وفي ظل تفاقم خطير للأزمات والنزاعات لا مثيل له، ما يستدعي تضافر الجهود وتجاوز الخلافات والعمل على إعلاء المصلحة العليا العربية، ونوه مساهل في حوار ل"الرياض" بالعلاقة القوية التي تربط الجزائر بالمملكة، مشيدا باستضافة المملكة للقمة في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية صعبة، وعدّ وزير الشؤون الخارجية الجزائري أن إصلاح الجامعة العربية لآليات العمل فيها بات ضرورة ملحة، في إطار تطوير العمل العربي المشترك. وفيما يلي نص الحوار *كيف ترون أهمية هذه القمة وهي تنعقد في وقت تمر فيه المنطقة بالعديد من التحديات والتطورات؟ -بادئ ذي بدء، لا يسعني في هذا المقام إلاّ أن أشكركم على إتاحة الفرصة لمخاطبة قراء جريدتكم المحترمة وتبليغهم بمشاعر الأخوة والمودة من إخوانهم من الجزائر، وأود بهذه المناسبة أن أنوه بالعلاقة القوية التي تربط الجزائر بالمملكة العربية السعودية وبالأخص بين قائدي البلدين فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي تتجلى في المستوى الرفيع للتشاور والتعاون القائم بين الجزائروالرياض في مختلف المجالات، ومن الأكيد أن اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية السعودية في الأيام القادمة سيدفع بهذه العلاقة إلى مصاف أعلى. أما فيما يخص سؤالكم، أعتقد أن قمتنا هذه تنعقد في ظرف جد حساس حيث إنه لم تعرف أمتنا العربية تحديات بالحدة والخطورة التي تعرفهما اليوم، فللأسف الشديد ازدادت في المرحلة الأخيرة الأزمات والنزاعات التي تعيشها أمتنا تفاقما لا مثيل له ناتج أساسا عن تعدد أشكال التدخلات الأجنبية في شؤوننا الداخلية الأمر الذي يتطلب منا أن نعمل على إيجاد الحلول الملائمة فيما بيننا وهذا لا يمكن أن يحصل الا بتضافر الجهود وتجاوز الخلافات والعمل على إعلاء المصلحة العليا العربية فوق كل اعتبار. *مشاركة بلادكم تؤكد حرصها على التئام الصف العربي، كيف تقيمون مسيرة القمم العربية، وهل سنرى واقعا جديدا لتوحد العرب؟ -بالفعل كانت الجزائر دائما وماتزال حريصة على التئام الصف العربي، وهذا ما دأبت عليه، تحت القيادة السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبدالعزيز بوتفليقة، في كل تحركاتها تجاه الأشقاء والشركاء الآخرين، مؤمنة إيمانا عميقا بأن الحلول للأزمات التي تعصف بأمتنا لا يمكن إلا أن تكون سلمية بعيدا عن التدخلات الأجنبية وأن أمتنا تكتسب من القدرات والطاقات والإمكانات ما يمكنها من إيجاد الحلول المرضية لكل أزماتنا الحالية، في نفس الوقت ما انفكت الجزائر تشدد على ضرورة القيام بإصلاحات عميقة داخل منظومتنا العربية حتى تتمكن من التأقلم مع الأوضاع الراهنة إقليميا ودوليا وتجد حلولا عربية لخلافاتها وأزماتها حتى لا تفرض عليها الحلول من الخارج. *كيف تنظرون إلى الواقع العربي الحالي، وما المؤمل من القمة العربية؟ -كما سبق أن ذكرت، فإن الوضع العربي العام عرف تدهورا مستمرا في السنوات الأخيرة، ولاسيما فيما يخص قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية التي عرفت انتكاسات متعددة في الفترة الأخيرة، دون أن نستطيع أن نتعامل مع هذا الوضع بالجدية والحزم المطولبين، ونأمل أن تشكل هذه القمة منعطفا جديدا في طريقة معالجة الأزمات التي تعرقل مسار عملنا العربي المشترك، ومواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه أمتنا وليس أقلها تنامي أفكار التطرف العنيف وتفشي ظاهرة الإرهاب، واتخاذ في هذا الشأن قرارات حاسمة تكون في مستوى تطلعات شعوبنا. *سعت المملكة بكل قوة إلى توحيد الكلمة وتعزيز أواصر اللحمة العربية، فما هو المطلوب من بقية الدول العربية؟ -تقدر الجزائر كل التقدير حجم المسؤولية الملقاة اليوم على المملكة العربية السعودية الشقيقة باستضافتها لهذه القمة في ظروف عربية وإقليمية ودولية صعبة، وهي بالفعل مسؤولية جسيمة تتقاسمها كل البلدان العربية، ويحدونا الأمل أن تخرج قمتنا هذه تحت القيادة السعودية الرشيدة بنتائج تعزز العمل العربي المشترك وكذا أواصر اللحمة بين بلداننا وشعوبنا. *هل تتوقعون تقدما في تعاطي الجامعة العربية مع متطلبات القمة وقراراتها؟ -بطبيعة الحال، سيعود للجامعة العربية دور كبير في تنفيذ وإنجاز القرارات التي ستصدر عن القمة العربية. وأود أن أؤكد من جديد على ضرورة مراجعة الجامعة العربية طريقة عملها وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال إصلاح جوهري يشمل آليات عملها وتسييرها ومنهجية تعاطيها مع القضايا العربية، والجزائر فيما يخصها سبق لها وأن قدمت مساهمتها من أجل إصلاح منظومتنا العربية من خلال أفكار ومقترحات من شأنها أن تعطي المزيد من الفعالية والنجاعة لعمل الجامعة. Your browser does not support the video tag.