فيما أطل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى برفقة وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم، بابتسامة عريضة، سربت أوساط سياسية جزائرية أنباء لم يتم التأكد منها ، وتقول إن ساعات ما قبل زيارة موسى للجزائر، حملت تهديدا مصريا صريحا، بمقاطعة القمة المقبلة في 21 و22 مارس المقبل في حال ما اذا أصرت الدبلوماسية الجزائرية على موقفها تجاه مسألة التدوير، وهو الأمر الذي أثار توترا خفيا لم ينجح الطرفان المصري والجزائري في إخفائه، رغم محاولات التقليل منه شكليا. الجزائر التي أثارت أجندة خاصة بتصريحات رئيس دبلوماسيتها عبد العزيز بلخادم، والقاهرة التي ردت سريعا بجفوة أثارت قلق القيادة السياسية والتي استدعت تدخلا مباشرا من الرئيس عبد العزيز بو تفليقه، وتهوينه من شأن الخلاف، عقب تصاعد لهجة التوتر حيث وصف دبلوماسيون جزائريون الجامعة العربية بالملحقة التابعة للخارجية المصرية.. بينما تعمدت الدبلوماسية المصرية ترك الأوراق على الطاولة بامتعاض بالغ، مع رسالة سرية بمقاطعة القمة المقبلة ومعها حليفها التقليدي ليكون الفشل المسبق مصير القمة التي يراهن عليها الجزائريون كثيرا لمحاولة استعادة بعض مكانتهم في السياسة العربية. بلخادم أكد أن هذه القضية لن تكون حاضرة في جدول أعمال القمة العربية المقبلة, وهو ما يعني في نظر الكثير من المراقبين تراجعا في الموقف الجزائري, بعد عدة أيام من الحرب الإعلامية بين الجزائر والقاهرة، وحرص الرئيس بوتفليقة على استقبال الأمين العام في إشارة لاحتواء الموقف. وما يمكن تسجيله من المؤتمر الصحفي المشترك بين موسى وبلخادم, تجاوز أجواء الاحتقان التي ميزت, سواء العلاقات بين الجزائر والجامعة العربية أو بينها وبين مصر, حيث سحبت الجزائر مطلبها القاضي بتدوير منصب الأمين العام للجامعة وأبدت تأييدها لبقاء الأمين العام الحالي في منصبه, وهو ما أثار استغراب حتى اشد العارفين بأدق تفاصيل الوضع العربي المعقد. ونفى عمرو موسى أن يكون إصلاح الجامعة العربية ذا صلة بمشروع الشرق الأوسط الأمريكي الذي تدعو إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما فنّد الأنباء التي نقلتها بعض وسائل الإعلام بخوص مساع عربية لإفشال قمة الجزائر.. بينما كشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن قمة الجزائر ستشهد ميلاد ترويكا عربية مكونة من تونسوالجزائر والدوحة التي ستستضيف القمة العربية المقبلة لمتابعة قرارات قمة الجزائر. وسيقوم الرئيس بوتفليقة بإيفاد مبعوثين عنه لدعوة القادة العرب لحضور قمة الجزائر, ولم يستبعد عبد العزيز بلخادم عقد قمة بين الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس, قبل موعد القمة العربية لتطهير الأجواء لقمة الجزائر. ويرى مراقبون أن الجزائر أجلت طرح هذه النقطة إلى قمم لاحقة ولم تتخل عنها, وهو ما يعني عودة حالات الانسداد والأزمات الصامتة بين الدول العربية ما لم يدرك العرب أن قضية الإصلاح والتداول من مقتضيات التحول الحقيقي نحول الديمقراطية وفي صالح المواطن العربي وبما يخدم قضاياه الرئيسية لا غير.