متى ما تعذَّرت الحياة بين الزوجين فحينها يكون الطلاق هو الحل النهائي: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). وهذا للأسف قلّما نراه في واقعنا ومن حولنا، بل تشهد بذلك ساحات القضاء وأروقة المحاكم والشكاوى المنظورة فيها. إن الطلاق الفوري والعاجل الذي يقع فيه الكثيرون من أبناء جيلنا الحالي هو موضوع قيد الاهتمام، وأمر أشبه ما يكون بالكابوس الطويل. لا شك عندي في أن المرأة سريعة الاشتعال أقصد الانفعال لأنها عاطفية توزن الأمور بعاطفتها في كثير من الأحيان لا بعقلها، وتكون الغلبة لمشاعرها أمام إرادتها الحقيقية وهكذا هي تركيبتها النفسية، خلاف الرجل الذي يتحكم في أعصابه وهي ميزة بدأت تتلاشى عنده في السنوات الأخيرة. رغم أن لكل منهما تفوقاً على الآخر ودور مناط به يحسنه. من الخطأ في ممارسة الطلاق أن يعالج أول صِدام أو شقاق أو تصدع في بنيان العلاقة بين الزوجين بالطلاق طلاقاً بائناً لا رجعة فيه، ولم يراعِ كل منهما إنجاح العلاقة الزوجية أو أن يعمد إلى تقويم الخلل بطرق حكيمة أو فيها شيء من التروي والتعقل. إذا غضبت فعبّر عن غضبك بما أشار لك به الشرع كالوعظ والهجر والضرب الخفيف وطلب التحكيم من أهلها وأهلك كأب أو أخ أو عم أو خال ونحو ذلك مع عدم التفريط في إحسان معاملتها، وإن تعذَّر كل ذلك فالطلاق طلقة واحدة أو اثنتان ليحق لك فيما بعد إرجاعها؛ لأن العقاب موجع معنوياً في كل حالاته. ثم إن البيت الذي لم يؤسس على التعبير عن الرأي بأدب أو غير مهيأ لفتح منافذ للحوار والتفاهم فهو سيكون كتمثال تخشاه الطيور لعظمته لكنه غير مثبت فلما هزته الرياح سقط! Your browser does not support the video tag.