يترقب الصناعيون في العالم ما تثمر عنه زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للولايات المتحدة الأميركية من توقعات وشيكة لإطلاق شراكات صناعية سعودية أميركية ذات ثقل استراتيجي غير مسبوق تشمل الصناعات العسكرية والصناعات التكنولوجية المبتكرة المتخصصة، في وقت تمضي المملكة قدما بخطى واثقة نحو تطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم وفق رؤية المملكة 2030، من ضمنها الولاياتالمتحدة الأميركية التي تتجاور حجم تجارتها البينية والاستثمارية الصناعية المشتركة أكثر من تريليوني ريال بين البلدين الصديقين، فضلاً عن تعزيز حجم التحالفات الصناعية الضخمة القائمة حالياً في قطاع صناعة المشتقات النفطية والصناعات البتروكيماوية والتكريرية والطاقة والغاز، والتي تقودها عملاقتا النفط والبتروكيماويات في العالم شركتا أرامكو السعودية و»سابك» حيث نجحت الأولى بالهيمنة والتواجد القوي العملاق وتملك أكبر مصفاة نفط في أميركا عبر مشروع «موتيفا إنتربرايز» للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن الأميركية، فيما أحرزت مفاوضات «سابك» تقدماً لإتمام تحالفها المرتقب مع شركة إكسون موبيل بحجم استثمارات لأرامكو وسابك في أميركا بأكثر من 40 مليار ريال. الصناعيون في العالم يترقبون إطلاق شراكات صناعية سعودية - أميركية ذات ثقل استراتيجي بتكلفة 187 مليار ريال وفي وقت تمتلك السعودية قاعدة صناعية بمجالي النفط والغاز تدعم العالم أجمع، في حين أن «أرامكو» وقعت عددا كبيرا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات لدعم الاستثمار في صناعة النفط والغاز في وفرة سلسلة الإمداد للنفط والغاز الكبيرة جدًا والتي يتطلع الجانب السعودي والأميركي لتنميتها عاجلاً، فيما تشمل لصفقات مع الشركات الأميركية قطاعات توطين صناعات مختلفة وتقنيات جديدة شملت دفع أربع صفقات ضخمة مع شركات رائدة على مستوى العالم في مجال التقنية والتصنيع العسكري. وتكمن أهمية توظيف هذه الصناعات بعدم اقتصارها على قطاع الدفاع والصناعات العسكرية، بل إنها تسهم في نقل كثير من التقنيات التي تدعم الصناعة بشكل عام، إضافة إلى فرص العمل والبحث العلمي والإبداع وريادة الأعمال لكثير من الشباب في المملكة، حيث إن خلف كل صناعة أساسية سلسلة طويلة من شركات الإمداد الصغيرة التي تدعم هذه الصناعات، وسوف تنطلق الصناعات السعودية - الأميركية لتصدّر للعالم صناعات جديدة وتقنيات جديدة من هذه الاستثمارات التي ستدخل فيها المملكة مع شركات أميركية رائدة بكل مجال من بناء منصات حفر توربينات الغاز لإنتاج الغاز وكل سلاسل الإمداد والخدمات. وتتجه العلاقات بين «أرامكو السعودية» وقطاع الطاقة والأعمال الأميركي إلى عمق حيث أن هذه العلاقة تعود إلى بدايات توقيع اتفاقية الامتياز واكتشاف النفط في المملكة، وظلت العلاقة ثابتة وتنمو بشكل مميز إذ تعد «أرامكو» السعودية موردًا رائدًا للنفط في السوق الأميركية، حيث تزودها بأكثر من مليون برميل من النفط يوميًا، كما أن استثمار «أرامكو» السعودية في شركة موتيفا وتملكها تلك المصفاة التي تعد الأكبر في الولاياتالمتحدة، بطاقة تزيد على 600 ألف برميل في اليوم وشبكة توزيع مرتبطة بها، يرسخ حضور «أرامكو» السعودية في سوق الطاقة الأميركية. في حين تسعى شركة أرامكو لتعزيز تواجدها بمصافيها في الولاياتالمتحدة الأميركية بمنافسة قوية في تملكها مشروع «موتيفا إنتربرايز» للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، حيث أنجزت توسعة ضخمة أضافت 325 ألف برميل في اليوم وبتكلفة بلغت نحو سبعة مليارات دولار، حيث تعالج المصفاة بعد التوسعة قدرة ستة ملايين جالون من الجازولين، بالإضافة إلى 3.4 ملايين جالون من الديزل منخفض الكبريت و1.3 مليون جالون من وقود الطائرات، في وقت تعد المصفاة أكبر مزود للبنزين في أميركا عبر شبكة تزيد عن 8900 محطة بنزين في الولايات الأميركية الشرقية والجنوبية. وتخطط المملكة وأميركا لدفع اتفاقيات «أرامكو» السعودية مع 11 شركة أميركية رائدة، إضافة إلى اتفاقيات أخرى مرتبطة بها، ستحقق نموًا تجاريًا إيجابيًا وقيمة مضافة تقدر في مجموعها بنحو 50 مليار دولار، وذلك عبر سلسلة من المبادرات والمشاريع والأعمال والشراكات في عدة مجالات مهمة، منها تطوير سلسلة الإمداد وتوطين الصناعات المتقدمة كتصنيع منصات الحفر واستخدام التقنيات الرقمية الذكية المتواكبة مع الثورة الصناعية الرابعة في مجال استخراج وإنتاج وتصنيع النفط والغاز، إضافة إلى توفير أعداد كبيرة من فرص العمل تعود بالنفع على المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية،في حين تمثل هذه الاتفاقيات إحدى حلقات الوصل بين «رؤية المملكة 2030» وسياسة السوق الحرة المفتوحة في الولاياتالمتحدة، وترسخ بذلك شراكة القرن ال21 بين المملكة والولاياتالمتحدة. في حين قد نجحت «سابك» في تعزيز تواجدها في قلب الأسواق الأميركية باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار ريال من خلال عدة شركات تملكها هناك بملكية منفردة، فيما تسعى لمضاعفة حجم استثماراتها في أميركا من خلال تحالف مرتقب مع شركة إكسون موبيل في مجمع مشترك للبتروكيماويات. وتتمركز أضخم وأهم التحالفات الصناعية السعودية الأميركية التكريرية والبتروكيماوية والتعدينية في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورأس الخير والتي تحتضن مشاريع جديدة حيث نجحت بجذب أكبر الشركات الأميركية في العالم نفوذا في تلك الصناعات وامتلاك تقنياتها وأبرزها شركات داو، وشل، وشيفرون فليبس، وإكسون موبيل، وهنتسمان وغيرها في استثمارات سعودية أميركية تعد الأضخم من نوعها عالمياً على الإطلاق في تحالفات ضخمة مع أرامكو وسابك ومعادن وشفرون فليبس السعودية وسبكيم والتصنيع والعديد من الصناعات التحويلية فضلا عن شركة بكتل التي تمثل أكبر التحالفات المستدامة في تخطيط وتصميم وبناء وتطوير قلعتي الصناعة الجبيل وينبع ومساهمتها الحالية بمشاريع توسعية في الجبيل 2 بتكلفة قدرتها بكتل بأكثر من 22.5 مليار ريال ما يعادل ستة مليارات دولار. وتشمل التحالفات السعودية الأميركية القوية صناعة الألمنيوم حيث يدخل الجانب الأميركي بثقل وثقة متناهية في مجمع (معادن) للألمنيوم في رأس الخير الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم بتكلفة (40.5) مليار ريال، وتمتلك شركة التعدين العربية السعودية معادن نسبة 74,9% من مجمع الألمنيوم وشركة الكوا الأميركية نسبة 25,1%، ويعتبر أكبر مشروع متكامل من المنجم إلى الدرفلة لإنتاج الألمنيوم مدعماً باستفادة المشروع من موارد البوكسايت في المملكة لإنتاج وبيع الألمنيوم في السوق المحلي والعالمي، وكذلك تسهيل تطوير الصناعات التحويلية المحلية في المملكة. وقد نجحت معادن في الإنتاج التجاري والتسويق لمختلف أسواق العالم مع خطط معادن المنبثقة من سياسة حكومة المملكة الداعية بضرورة الاستفادة من ثروات المملكة الهائلة من مدخرات الألمنيوم والعمل على إقامة تجمعات صناعية تحويلية بالقرب من موقع مجمع معادن للألمنيوم الأمر الذي دفع المستثمرين العالميين للتفكير والتخطيط لانتزاع فرص استثمارية وبناء مصانع تحويلية يتوقع أن يبلغ حجم استثماراتها 100 مليار ريال. وفي نفس المنحى دخلت شركة شيفرون فيليبس الأميركية بقوة تنافسية هائلة في صناعية العطريات والبتروكيماويات بالمملكة في مشاركة الأول من نوعها في تضامنها مع القطاع الخاص السعودي من خلال مجمع شركة شيفرون فليبس السعودية للبتروكيماويات بالجبيل الصناعية الذي يضم مصانع أساسية وتحويلية بحجم استثمار تجاوز 26 مليار ريال. ويدخل الجانب الأميركي أيضاً عبر شل في أكبر التحالفات مع أرامكو في مشروع مصفاة «ساسرف» بحجم استثمار يقدر بنحو عشرة مليارات ريال وتعتبر من بين أكبر المصافي العالمية إنتاجا، بطاقة 305 آلاف برميل يوميا من مشتقات النفط عالية الجودة من خام الزيت العربي الخفيف والغاز الطبيعي، الذي يتم استيراده من أرامكو السعودية وتقوم «ساسرف» بإنتاج مشتقات نفطية تشمل غاز البترول المسال والكبريت، وتصدرهما إلى أرامكو السعودية، والبنزين العطري تصدره إلى الشركة السعودية للبتروكيماويات «صدف» حيث نتج عن هذه المشاركة القوية ترسيخ وضع المصفاة التنافسي وترتيبها من بين أفضل عشرة مصافي في العالم في ظل وجود خطط لزيادة إنتاجيتها وأرباحها. فيما تتجه أيضاً التحالفات الصناعية السعودية الأميركية إلى أفق رحبة جديدة في الصناعة البتروكيماوية الداعمة للصناعات التحويلية وأبرزها التحالف الضخم بين سابك وحليفتها شركة إكسون موبيل الأميركية اللتين أطلقتا في شركة الجبيل للبتروكيماويات «كيميا» التابعة لسابك في الجبيل الصناعية مشروع منشأة اللدائن المتخصصة في الشركة كمصنع مدمج على نطاق عالمي لإنتاج ما يصل إلى 400 ألف طن سنويا من المطاط وبتكلفة بلغت 12 مليار ريال. وتتجه الأنظار لترقب أطلاق صناعات عسكرية سعودية أميركية ضمن رؤية المملكة 2030 لخدمة قطاع القوات المسلحة وتلبية متطلباته بظل وفرة المواد الخام بالمملكة وتقنيات التصنيع المبتكرة من البلاستيكيات الهندسية المبتكرة والبوليمرات والبتروكيماويات والمواد الكيماوية إضافة إلى استخدام أنواع متعددة من الحديد الذي تنتجه المملكة بطاقات أكثر من ثمانية ملايين طن متري سنوياً من مختلف أنواع وخام الحديد التي يمكن استخدامها في الصناعات العسكرية بمشاركة مصانع الأسلحة الأميركية. ومن المنتظر بزوغ صناعات عسكرية سعودية أميركية منها نقل وتوطين تقنيات وصناعات متقدمة في مجال الطائرات العسكرية والمدنية، والأقمار الصناعية، والرادارات، والطاقة النظيفة، حيث يجري العمل حالياً على تأسيس شركة سعودية بالشراكة بين شركة تقنية للطيران وشركة سايكروسكي الأميركية لغرض تطوير وتصنيع وإنتاج الطائرة العمودية متعددة الأغراض نوع بلاك هوك في المملكة، وسوف تسهم هذه الشركة في نقل تقنية وصناعة الطائرات العمودية للمملكة، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات علوم وتقنية الطيران، والاستفادة من خبرات شركة سايكروسكي الأميركية والشركات المصنعة لأجزاء الطائرات، وأيضا نقل التقنيات والمعرفة المصاحبة إلى الشركات السعودية المتخصصة، إضافة إلى محاولة جذب الشركات الأميركية للتحالف في صناعة وإنتاج طائرات النقل المتوسط والثقيل متعددة الأغراض في المملكة وتسويقها عالمياً إضافة إلى طائرات المروحية التي يحتاجها القطاعين العسكري والمدني وتسويقها عالميا، وتطوير طائرات الشحن للقيام بالعديد من المهام اللوجستية بما في ذلك نقل المعدات العسكرية والجنود، ومهام الإخلاء الطبي، والاستطلاع الجوي والبحري. وتركز خطط التحول في الصناعات العسكرية على التحالفات الأميركية ومنها تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية الفضائية وشركة ديجيتال قلوب الأميركية لغرض تصنيع وتسويق مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة المخصصة للاستطلاع بالتصوير الفضائي، وكذلك تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية الدفاع والأمن وشركة أسلسان التركية لغرض تطوير وتصنيع وتسويق معدات وأنظمة الحرب الإلكترونية والرادارات والكهروبصريات في المملكة. مصفاة أرامكو شل في المملكة الأكثر ربحية بين المصافي العالمية مصفاة أرامكو المشتركة في الولاياتالمتحدة تمثل أكبر التحالفات Your browser does not support the video tag.