مازالت ردود الفعل الإعلامية والجماهيرية تتواصل وترتفع حدتها مع كل قرار يخص الأندية والمنتخبات السعودية واللاعبين والمسابقات لكرة القدم، لم يصدر بعد القرار الذي يتفق عليه الجميع أو الأغلبية والعقلاء، وهذا يعني استمرار الخلل في منظومة العمل ومن يصدر القرارات، وعدم وجود من يتعامل مع المواقف بحزم وحكمة ودراسة بعيدا عن القرارات المتفاوتة التي يتضرر منها البعض وينجو منها البعض الآخر. جميل جدا أن يكون «الموس على كل الرؤوس» كما قال رئيس مجلس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ حتى لو كانت القرارات مجحفة، ف»العدل في الظلم مساواة»، والاتحاد السعودي لكرة القدم ما لم يضع المساواة نصب عينيه حتما سيخفق ويتضرر معه الجميع حتى لو حاول أن يضرب بسيف القرارات القوية وإسكات الإعلام والمشجع والرياضيين جميعا، سينصاعون بعض الوقت، والبعض منهم يرفع شعار الصمت والمراقبة «لعل وعسى»، ولكن إذا انفجر بالون الغضب الرياضي فلا يمكن السيطرة، والنتيجة النهائية هي الفوضى وإلحاق الضرر بالمنظومة الكروية ككل. لماذا احتفاء الشارع الرياضي بقدوم آل الشيخ وقبله اتحاد عادل عزت؟.. لم يكن تطبيلا لهما ومن أجلهما شخصيا، إنما تفاؤل بعمل رياضي مستقبلي منظم شعاره العدل والقضاء على الفوضى التي كانت تحدث سابقا وتعيق التطوير، وترسم مسارا متعرجا بعيدا عن نهائيات كأس العالم 2018، والتمثيل العالمي والقاري المؤثر. عندما يكون هناك اتحاد ضعيف، وقرارات متناقضة كالتي لم يجف حبرها حتى الآن كإيقاف سعيد المولد وسلمان الفرج وحرمان لاعبي المنتخب من كأس الملك، ومسؤول يجامل، ولجان دورها تلقي التعليمات، وأشخاص يرون الضبابية في العمل ستستمر الفوضى مهما حاول المسؤول الرياضي الأعلى معالجتها، وأسهل طريقة لانتشال الوضع وتوجيه قطار كرة القدم السعودية إلى المسار الصحيح من دون عراقيل هو الحزم والعدل، صحيح أن الأندية والمسوؤلين فيها والإعلام المتعصب والمشجع المحتقن لن يرضوا بأي قرار، ولكن على الأقل تكون القرارات حازمة وعادلة وحامية لنفسها من التشكيك لدى من يفهم الرياضة ويشاهد الأخطاء بوعي لا بعاطفة. نعرف أن رئيس هيئة الرياضة - حسب تصريحاته - العدو الأول للفشل والفوضى وتراكم غبار الأخطاء على الملفات الرياضية، والدليل ما أنجزه خلال فترة قصيرة من توليه قيادة المنظومة الرياضية ومازلنا نثق به، ولكن عندما يتقاعس البقية ويكون هناك قرار غير مدروس فالحال المائلة ستستمر، والنتيجة الكرة السعودية هي من يدفع الثمن. Your browser does not support the video tag.