مصعب الصراف شاب سعودي كان يطمح ان تفتح له ابواب خدمة بلده من خلال مجال الرياضة، وقد تحقق جزء من حلمه بأن عمل سكرتيرا للجنة القانونية بالأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم وظن ان ذلك سيمكنه من الانطلاقة نحو اضافات في مسيرته العملية، ولكنه حسب حواره مع صحيفة الجزيرة عاش تجربة مريرة بكل ما تعنيه الكلمة بدليل قوله: "لمست خلالها أوضاعا مأساوية تعيشها الأمانة العامة للاتحاد تخللها انذارات وحسم من الراتب حتى وانا منتدب من جهة عملي"، فضلا عن المضايقات التي يقول انه تعرض لها بشكل مستفز حتى تلقى إنذارين يسبقان تاريخ تعيينه بشهرين لتطفيشه، ويكمل حديث المرارة، "كانت تأتيني أنا وزملائي إنذارات وخصومات على اعتبار أننا غائبون عن الدوام، على الرغم من أننا كنا في مهمة عمل بانتداب الى جدة أو الشرقية وعندما ذهبنا لجدة لعمل تحقيق مع رئيس الوحدة جمال تونسي قاموا بالخصم علينا وإنذارنا على اعتبار أننا غائبون على الرغم من أن هناك خطابا صادرا من الأمانة العامة يفيدنا بأننا منتدبون لجدة مدة ثلاثة أيام". باالله عليكم هل هذا عمل احترافي وبيئة جاذبة ومشجعة على تطوير القدارات الشبابية، نجزم من يفعل ذلك مع مصعب وغيره سيفعل اشياء اكبر من ذلك لأنه لاتهمه رياضة البلد وتشجيع الشباب على العمل في المجال الرياضي حتى يصفو الجو فقط لبعض الاشخاص، والأسوأ من ذلك كله رد الأمين العام عبدالله السهلي عندما أخبره بالانذار فرد عليه "الإنذار أفضل من الفصل"، اهذا رد مسؤول يفترض فيه العدل والمساواة وحماية الموظفين من الاهانة والتعسف واساليب التطفيش؟، برأينا انه لا يستحق حتى يكون سكرتيرا وليس امينا يفترض فيه الامانة قبل كل شيء، أيحدث هذا في رياضة تنشد الاحتراف وتتطلع الى المقدمة وتنظر الى الامام وتسعى الى مواكبة الركب، كيف للميول ان تقود هذا وتدير ذاك وتهوي بالعمل الى ماتحت الصفر؟ مع الاسف اصبح من يديرها مثل هذه النوعية واسوأ بكثير، والغريب ان من يفترض ان يكون بيده القرار ظل صامتا وكأن ما يحدث يرضيه ويكسبه القناعة بالمزيد نحو الفوضى والسقوط المستمر. الانذار قبل التعيين ويؤكد الصراف انه يملك حق الشكوى بهذا الخصوص ويعتزم تقديمها لأنهم اعتمدوا تاريخا للإنذار بأثر رجعي والتاريخ مزور قبل أن يتم تعيينه بحوالي الشهرين فكيف ينذر وهو لم يكن موظفا أساساً؟، وهذا والله لهو الفساد الاداري بعينه والضحك المكشوف على الذقون، وليت الجهات المعنية بمتابعة مثل هذه القضايا تباشر وتحقق بالأمر، فكيف بشخص يوجه له انذار بتاريخ يسبق تاريخ تعيينه؟ وهذا يجعلنا نتفق مع الصراف ان الأمانة العامة ضد الكفاءات الشابة إضافة إلى المحسوبية، والاسوأ من هذا كله عندما يقول هناك صلة قرابة ونسب بين أعضاء الأمانة العامة ولا سيما في شؤون الموظفين والعلاقات العامة والمحاسبة، تصوروا الجهة التي تعد الدينمو المحرك للاتحاد واللجان تسيطر عليها المحسوبيات؟ ماذا نقول عن رابطة الاندية وادارة المنتخبات واللجان الاخرى التي اصبح شعارها "شد لي واقطع"؟ اما مستقبل الرياضة وحال المسابقات فلا يعنيهم بشيء، والدليل ما يحدث في الساحة من فوضى وتصرفات يندى لها الجبين! ثم يصف الصراف الأمين العام بمجرد الأمين الصوري ومن يحركه هم الحرس القديم ولا يجرؤ على الظهور في الإعلام حتى لا تكتشف أخطاؤه ويشير الى انهم وقعوا ضحية لخلاف بين الأمين العام المكلف والدكتور ماجد قاروب، والكارثة ان هناك خطابات تصل لا يتم الرد عليها مطلقا وهناك معاناة كبيرة مع الخطابات التي تصل باللغة الإنجليزية الأمر الذي تسبب في غياب الممثلين السعوديين عن اجتماعات مهمة خارجية وهو يقول: "لدي معلومات أن الدكتور حافظ المدلج غاب عن اجتماعين هامين وكاد أن يبعد من إحدى اللجان الدولية بسبب غيابه عن الاجتماعات التي لم يعلم عنها الدكتور بسبب سوء التنسيق في الأمانة". هذا يعطينا تصورا هناك اياد خفية تدير اللجان بالاتجاه الخاطئ وتوجه القائمين عليها نحو مايضر ولاينفع حتى يقال انه بابتعادهم تدهور حال الكرة كما انه يعطينا ابعاداً اخرى ان الكرة القدم السعودية ممثلة بالامانة تدار بالبركة، وما خطاب استضافة بطولة العالم للاندية الذي وزع على الاندية قبل اعوام عدة دون ان تعلم الامانة ومن يديرها ان وقت تقديم الطلب قد انتهى، فضلًا عن الصراع الذي يحدث من اجل المصالح الخاصة وليس مصلحة الرياضة السعودية؟! النادي اياه.. اعزكم الله وام الكوراث عندما شرح الصراف حال لجنة الانضباط وكيف تتخذ وتصدر قراراتها وتعاملها مع الاندية وكيف ينعتون بعضها عند تسميتها ب"اعزكم الله؟ وكيف انها بإقالة فيصل الخريجي فقدت جزءا كبيرا من قيمتها لأنه هو عمود الارتكاز باللجنة وهو رجل محايد؟، ولم يعرف احد ميوله وهو رجل يقرأ النصوص واللوائح ويطبقها فقط؟، يحق لنا ان نتسأل حسب ماقال سكرتير اللجنة القانونية" كيف للجنة تعتبر قضائية ومسؤولة مسؤولية مباشرة عن احقاق الحق ورعاية مصالح الجميع وصيانة حقوقهم ورد اعتبار المتضرر، وترسية قواعد العدل وانصاف الاطراف كافة تتخذ قراراتها وفق ما يردها من اتصالات وما يطرح في الصحف من ردود فعل؟ هذا يعني انها تُحرك من الخارج و ان هناك من يؤثر عليها وتتأثر بتوجيهاته واتصالاته وانها ليست مؤهلة لمثل هذا العمل المهم والخطير جدا". ويشير الصراف الى ان إقالته -اي الخريجي- جاءت بطلب من رئيس اللجنة صالح الخضر الذي كان يرغب في أن يبعد فيصل عن طريقه، .. وهذا يعكس ان الهدف الرئيسي احتلال المناصب في اللجان والاتحادات وليس تقديم عمل احترافي يقدم القرارات بصورتها العادلة بعيدا عن المجاملات والاجتهادات وتأثير الميول والاندفاع خلف بعض الالوان وكره الالوان الاخرى لدى هؤلاء الاعضاء الذين منذ ان جاءوا حلت الفوضى بالرياضة وغيبت حاضرها ورسمت الغموض و الدوائر الحمراء حول مستقبلها. تغييب الخطابات الدولية يتنافى و«الأمانة».. وعبارة «أعزكم الله» تقتضي التحقيق ومعاقبة المذنب والتشهير به نعم للعاطفة.. لا للحياد والمصيبة عندما يؤكد الصراف ان "الخضر رجل غير محايد والدليل أن قراراته غير محايدة وفيها تأخر وتناقض كبير، وهو رجل يتأثر بالإعلام وبالاتصالات التي تصله على هاتفه ويعتمد على قصاصات الصحف في بعض العقوبات التي يصدرها وهذا عمل غير احترافي، ومن المفترض أن تكون العقوبات بناء على أحاديث مسجلة أو على الهواء وليس على قصاصات صحف". حول هذه النقطة كيف تثق الاندية بالقرارات التي لصالحها والاخرى التي ضدها؟.. هذه اهانة لروح ونص العدل وتشويه لقيمته ومحاربة للاعتدال، وفوق ذلك طعن لجسد الرياضة بسكين اللامبالاة ومن وضع الثقة في هذه اللجنة من اندية واعلام وجماهير ومسؤولين في اتحاد الكرة. ويتوقع الصراف وهو الذي عمل وسط معمة الفوضى "ان تصبح لجنة الانضباط رابطة مشجعين لأحد الأندية خصوصا أن بعض أعضائها عندما يريدون أن يذكروا اسم أحد الأندية الكبيرة يقولون عبارة (أعزك الله) في تعصب مقيت جداً".. وتلك كارثة ليس المتضرر منها ناد لايشجعه الرئيس او اي من الاعضاء الذين هبط بعضهم على الرياضة وكأنه جاء ب"البراشوت"، انما الرياضة السعودية التي شاخت وهرمت وظلت طريق العمل الاحترافي ودرب الانجازات، واذا كانت هذه عقلية من يحتل الصدارة في اللجان فليس غريبا ان يتدهور حال الاندية ويموت النبض في عروقها ويكون السير الى الوراء هو شعار من له علاقة بالرياضة دون ان يرى الغيور والمتطلع بصيص امل يخلصها من فوضى القرارات وسوء التنظيم والاحتقان والتطاول وفوضوية جميع اللجان. هذا ولدنا ويتطرق الصراف لميول "الانضباط" ويقول: "لا يمكن أن أقول لك ولكن انظر إلى الحصانة التي يتمتع بها اللاعب (المشكلجي) لتعرف ما هي ميول اللجنة"، وهنا ايحاء مباشر ان اياً من لاعبي الاندية المفضلة لبعض اعضاء هذه اللجنة مهما خرجوا عن النص وتطاولوا على لاعبي الخصم والحكم وطوعوا قرارات اسياد الملاعب لفريقهم فقرارات اللجنة لاتمسهم بشيء لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة، وربما يكون النظر في امره متبوعاً بعبارة "هذا ولدنا" كتلميح انه سيكون في منأ عن قرارات الحزم والتصدي لتصرفاته، ومع الاسف اننا لمسنا مايؤكد حديث الصراف في حالات كثيرة، والسؤال ماذا يفعلون بالرياضة واللجان؟ أليست امانة في عنق من اوكلت اليه المسؤولية واؤتمن على مراعاة ما يساعدها ويدفعها نحو التطوير؟ يكفي ما حدث ويحدث من مسح للقيمة والقيم الرياضية حتى اضحى المجتمع الرياضي السعودي ولجانه محل تندر الجميع، فجيئ بهم لمساعدة هذه الرياضة على التطوير واذ بهم هم من يحتاج الى من يدلهم على العمل الصحيح ما لم يقال لهم "مشكورين على ماقدم فأتيحوا الفرصة لمن يستحق الثقة ويرسي قواعد العمل الصحيح". فالشارع الرياضي وصل الى مرحلة لايمكن ان يتحمل بعدها اخفاقات اللجان وسقوطها في وحل العمل العشوائي، اما الاعذار وعبارة "امنحوا شباب الوطن فرصة" فهي تكررت مرات عدة ولكن النتائج كانت مخيبة والاداء من تراجع الى تراجع فماذا بعد؟ ولاصبر بعد اليوم وكفاية فضائح يسردها كل من خرج من اروقة اللجان وشاهد المعاناة على الطبيعة؟ المدلج السهلي