أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن فرص إقامة قطر لمونديال كأس العالم 2022 ، فوق ملاعبها أصبح أمراً صعباً للغاية على خلفية تورطها بعدد من القضايا وانتشار عدد كبير من التقارير حول تورطها بشُبه فساد إلى جانب وجود مقاطعة عربية رفيعة الشأن معها بسبب تورطها بدعم وإيواء الإرهابيين وقالت: "هناك آمال كبيرة لأستراليا في أن تكون هي البلد المستضيف للمونديال، فلن يكون بإمكان الدوحة أن تستضيف هذه المناسبة وهي متورطة بهذا الكم الهائل من الأزمات والمشاكل، وبالتالي فإن الأقرب لخلافة قطر في استضافة ملف المونديال هي استراليا باعتبارها أحد المنافسين على الملف مسبقاً " . وشددت الصحيفة على أن قطر ربما تضطر للتنازل عن استضافة المونديال وقالت: "هناك أزمة تواجهها الدوحة على صعيد قطاع البناء والمشروعات الخاصة بالمونديال، وأمامها لن يكون بمقدور قطر إلا الانسحاب من تنظيم المونديال وتسليم الراية إلى أستراليا ومغادرة المشهد". وكانت عدد من التقارير أشارت إلى وجود أزمة داخل قطر على صعيد الشركات والمقاولين الذين أصبحوا يواجهون زيادة في تكاليف البناء عما كان متفقا عليه سابقاً وذلك بعدما أعلنت عدد من الدول العربية مقاطعة قطر وإقفال الحدود معها . وكتب البريطاني رد ريدل مقالاً طالب من خلاله النظر بشكل جدي في الحالة التي يواجهها العمالة في قطر من انتهاكات حقوقية وإنسانية وقال: "لابد أن ترتفع أصوات المطالبات بمقاطعة كأس العالم في دولة العبودية المروعة ، فهذه الدعوات ستنال تأييداً كبيراً على المستوى الدولي، وسجل قطر في مجال حقوق الانسان ورعاية الإرهاب يجعلها تستحق من وجهة نظر معظم الدول المقاطعة، وعدم المشاركة في الحديث الرياضي الذي استضافته وسط شُبه فساد ورُشى تحيط به، وكان سبباً في إسقاط الكثير من أعضاء الفيفا عن مناصبهم". وأضاف: "علينا أن نتذكر الحملة التي قامت بها الولاياتالمتحدة الأميركية لمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها روسيا صيف 1980 على خلفية غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان، فالتوجه إلى مقاطعة الأحداث الرياضية الكبرى سلاح يؤتي أكله بشرط أن يوافق عليه عدد كبير من الدول ويكون بشكل معلن، والآن يتوجب على الجميع أن يقوم بذلك مع قطر" . وقدح البريطاني ريدل في ختام مقالته التي نشرها عبر "التايمز" البريطانية بنزاهة الاتحاد الدولي حينما قرر أن تكون قطر هي البلد المستضيف لمونديال 2022 وقال: "كانت عملية طاهرة وشفافة إلى حدٍ كبير، وهي عادة يتخذ "الفيفا" من خلالها قراره في اختيار الدول المنظمة لغالبية النسخ الماضية من "المونديال" وكان اختيار قطر إحدى هذه العمليات الشفافة، إذ استطاعت الإمارة الصغيرة أن تسرق البطولة الكروية الأهم على وجه الأرض من أمام دول ذات خبرة في تنظيم هذه البطولات كاليابان وكوريا الجنوبية وأميركا". وكان الكاتب نيك كوهن قد نشر مقالاً اتفق في فكرته مع مطالب ريدل وذلك عبر مجلة "سبكتاتور" البريطانية قال فيه: "يعاني العمال في قطر من فصل عنصري باعتبار أن معاملتهم تتم على أنهم فئة دُنيا في مجتمع قطر أمام المواطنين الذين يشكلون 10 % من إجمالي عدد سكان قطر فقط ، فقد أصبح هؤلاء المهاجرون أسفل المجتمع ولا يحصلون إلا على رواتب متدنية لا تكفي لشؤون حياتهم، وعلى الرغم من ادعاء حكومة قطر أنها قامت بعمل إصلاحات على قوانين العمل لديها إلا أن ذلك لا يعدو كونه أكثر من مجرد تحسين صورة قبيحة على المستوى الإعلامي دون أن يكون واقعاً ملموساً بالنسبة للعمالة الوافدة إليهم للعمل في منشآت المونديال" . ووصف نيك كوهن مونديال 2022 والمقرر إقامته في قطر بأنه ذو أسس فاسدة الأصل: "كيف سيكون ردة فعل الجماهير بعد خمسة أعوام حينما تبدأ البطولة ؟ ويعلمون أن هذه الملاعب والمنشآت أقيمت فوق انتهاكات حقوقية وإنسانية للعمالة المهاجرة من شرق آسيا وأفريقيا للعمل في قطر؟". وتواجه قطر منذ فوزها بحق تنظيم مونديال 2022 ، مطالبات واسعة الانتشار بتجريدها من تنظيم المونديال على خلفية الانتهاكات الحقوقية لحياة العمالة فوق أراضيها إذ يضطر الكثير من المقاولين إلى تشغيلهم ساعات عمل طويلة لإنجاز مشروعات المونديال، دونما أي اعتبار لرضا العامل نفسه، إضافة للأجور المتدنية التي يحصلون عليها وهي بخلاف ما يتم الاتفاق عليه قبل أن يصل العامل إلى قطر، وقد طالبت منظمات حقوقية وإنسانية على مدى الأعوام الماضية أن ينظر "الفيفا" بعين الاهتمام والجدية إلى هذا الملف، لكن الاتحاد الدولي مازال ملتزماً الصمت، وهو ما دعا عدداً من الكتاب البريطانيين إلى إقامة حملة واسعة الانتشار تطالب بتجريد قطر من تنظيم المونديال وذلك حماية لحقوق العمالة. Your browser does not support the video tag.