مضى نحو شهرين منذ إعلان الهيئة العامة للرياضة ورابطة "الليغا" الإسبانية، اتفاقهما الشهير في منتصف يناير الماضي، وفق شراكتهما لأجل تطوير رياضة كرة القدم في المملكة، والتي تجسدت بتوقيع سبعة أندية إسبانية عقودا احترافية مع تسعة لاعبين سعوديين بنظام الإعارة لمدة ستة أشهر، تقدمهم الدولي فهد المولد (ليفانتي)، وسالم الدوسري (فياريال)، ويحيى الشهري (ليغانيس)، وعلي النمر (نومانسيا)، وعبدالمجيد الصليهم (رايو فاليكانو)، وعبدالله الحمدان (سبورتينغ خيخون)، ونوح الموسى (بلد الوليد)، ومروان أبكر (ليغانيس)، وجابر مصطفى (فياريال)، وعلى الرغم من تداعيات الحدث التاريخي الأول من نوعه في الاحتراف السعودي الكروي، إلا أن وهج هذا الحدث بدأ يتراجع فعلياً تحت تأثير الاستبعاد المتكرر، لمشاركة أي من اللاعبين التسعة في أي مباراة رسمية في الدوري الإسباني حتى الآن، عدا الحضور في التدريبات والانخراط في صفوف هذه الأندية ولكن ظلت أقدامهم دوماً خارج قائمة ال18 لأنديتهم. وبدأت ملامح تعثر هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الكرة السعودية، عندما علقت الصحافة الإسبانية حين إعلان الاتفاقية أن مشاركة السعوديين صعبة في منتصف الموسم لأهمية المباريات المتبقية لتحديد المراكز، بالإضافة إلى أسباب فنية تتعلق بالانسجام وقناعة الأجهزة الفنية في هذه الأندية، وهو ما تجسد بعد ذلك واقعاً مع توالي مواجهات الدوري الإسباني، والغياب المتكرر للنجوم التسعة على الرغم من حضور ثلاثة منهم كلاعبين دوليين في صفوف المنتخب السعودي الأول، الذي يستعد للمشاركة ضمن المجموعة الأولى في مونديال كأس العالم في الصيف المقبل، إلى جانب روسيا المضيفة، الأوروغواي ومصر، وهو ما يهدد جاهزية اللاعبين الثلاثة كركائز أساسية في "الأخضر" إذ ما تواصل غيابهم عن خوض المباريات الرسمية، قبل أقل من ثلاثة أشهر تسبق صافرة أولى مباريات "المونديال" التي تجمع المنتخب السعودي بنظيره الروسي، ما أدى إلى امتعاض الجماهير السعودية ومطالبتها أخيراً بعودة الثلاثي على أقل تقدير في هذا التوقيت، للحفاظ على حساسيتهم الفنية في الأداء خلال المباريات الرسمية، بعد القلق المستمر من ابتعادهم القسري عن أجواء المباريات، ولضمان جاهزيتهم الفنية فيما تبقى من الموسم المحلي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة. ما يواجهه اللاعبون السعوديون في الدوري الإسباني من تضاءل فرص المشاركة الرسمية مع أنديتهم، لا يلغي بأي حال من الأحوال الجهود المميزة التي بذلتها هيئة الرياضة نحو الدفع بالاحتراف الخارجي للاعبين المحليين إلى آفاق واسعة، للاستفادة من مدارس كروية متنوعة وخبرات عالية وإمكانيات كبيرة يكتنزها الدوري الإسباني بمختلف درجاته، إلا أن الكثير من النقاد يرى أن هذه الخطوة حتى ولو جاءت متأخرة وفِي منتصف الموسم، فهي بحاجة للنضج أكثر مع مرور الوقت، خصوصاً مع التوجه الرسمي بمواصلة اللاعبين التسعة لتجربتهم الاحترافية في إسبانيا حتى إتمام المدة المحددة بستة أشهر، ومن ثم النظر في تقييم التجربة بعد التنسيق مع مسؤولي "لاليغا" الذين سيصدرون قرارهم حول بقاء اللاعبين أو مغادرة بعضهم، حسب تقييم المديرين الفنيين للأندية الإسبانية، وهو ما يتطلب دراسة مستفيضة بعد ختام التجربة من الجوانب الإيجابية والسلبية كافة، لوضعها في الحسبان مستقبلاً وتحديد وجهات كروية في دوريات أوروبية أخرى، ربما يجد اللاعب السعودي فرصته من خلالها لإثبات جدارته بخوض الاحتراف الخارجي، والاستفادة الفنية الكاملة من فترة ابتعاده بعد أن كان عنصراً أساسياً في المنافسات المحلية. Your browser does not support the video tag.