بعد تجارب احترافية لم يكتب لها العمر المديد، ولا النجاح المؤكد، تمر الكرة السعودية اليوم بمنعطف تاريخي يغادر على إثره 9 لاعبين سعوديين دفعة واحدة إلى الدوري الإسباني أحد أهم ثلاث مسابقات على مستوى العالم، إذ تُسلط عليه الأضواء العالمية منذ عقود لما يمتلكه من أسماء تاريخية سواءً كأندية مثل ريال مدريد وبرشلونة، أو لاعبين ويكفي أن آخرهم ميسي ورونالدو. ثلاثة لاعبين من بين التسعة الذين سيخوضون التجربة المرتقبة يعدون من أكثر اللاعبين شهرة في الكرة السعودية خلال العقد الماضي، منهم يحيى الشهري صاحب أعلى مبلغ انتقال في تاريخ الكرة السعودية بانتقاله إلى النصر من الاتفاق بمبلغ شارف على ال50 مليوناً في عام 2013، ويعد الشهري أكثر من صنع أهدافاً في تاريخ توري المحترفين بصناعته 42 هدفاً مع فريقيه السابقين، إضافة إلى أنه يملك سجلاً لافتاً، إذ لعب منذ عام 2009 مع فريقي النصر والاتفاق 2018 مباراة، وسجل 29 هدفاً، وصنع 54، وهو في عامه ال28، أما تجربته فستكون مع فريق ليغانيس الاسباني، وهو نادٍ حديث عهد على دوري الدرجة الأولى، ويقدم موسماً جيداً حتى الآن، إذ يحتل المرتبة ال13 ب25 نقطة. أما اللاعب الثاني فهو فهد المولد صاحب الهدف الحاسم لتأهل المنتخب السعودي إلى مونديال 2018 في روسيا وذلك عندما عناق الشباك اليابانية بهدف لا ينسى، المولد (26 عاماً) بدأ مسيرته مع الاتحاد في عام 2011، ولعب برفقة «العميد» 135 مباراة سجل خلالها 44 هدفاً، وصنع 22 ليؤكد أنه لاعباً شامل، يخدم أي فريق يمثله على رغم أنه لم يتجاوز ال26 من عمره، وسيمثل المولد فريق ليفانتي الذي يقضي عامه الثامن في دوري الدرجة الأولى في اسبانيا، ولكنه يصارع من أجل البقاء هذا الموسم، إذ يحتل المركز ال16 ب19 نقطة. واللاعب الثالث هو المتألق هذا الموسم، والذي فعل في منتصفه ما لم يفعله في مواسم سابقة كثر، سالم الدوسري لاعب الهلال، الذي انتقل إلى الفريق صاحب التاريخ الأكبر بين الأندية التي تعاقدت مع المحترفين السعوديين، وهو فياريال. سالم (27 عاماً) لعب مع الهلال منذ موسم 2011، وخاض بقميصه 134 مباراة سجل خلالها 26 هدفاً، وصنع 24، وجدد عقده مع الفريق الأزرق خلال الموسم الماضي، وقد تكون مهمة الدوسري أكثر صعوبة كونه ينضم إلى فريق في حوزته نجوم تحت أنظار الأندية الكبيرة في أوروبا، ولكن نجاحه يعني تثبيت أقدامه، ويعد فياريال من أهم الأندية «الليغا»، وتحديداً هذا الموسم، إذ ينافس على المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، ويملك 33 نقطة في المركز الخامس، وعلى بعد نقطة واحدة فقط من ريال مدريد. وحظي أكثر من لاعب بفرصة قد لا تعوض في مقدمهم لاعب الشباب عبدالمجيد الصليهم (25 عاماً) الذي انتقل إلى رايو فاليكانو (درجة ثانية). الشباب هو أكثر الأندية تصديراً للاعبين في اسبانيا بواقع 5 لاعبين، فعوضاً عن الصليهم، هناك علي النمر (25 عاماً) الذي انتقل إلى نومانسيا (درجة ثانية)، وكذلك مصطفى جابر (22 عاماً) الذي انضم إلى فياريال B (درجة ثانية)، وأيضاً اللاعب مروان عثمان (21 عاماً) الذي سيدافع عن شعار فريق ليغانيس B، وعبدالله الحمدان (20 عاماً) الذي انتقل إلى فريق سبورتينغ خيخون. فيما ذهب لاعب خط الوسط نوح الموسى إلى فريق بلد الوليد (درجة ثانية) قادماً من فريق الفتح، الموسى نال على استحسان النقاد هذا الموسم، وخصوصاً بعد العطاءات الغزيرة في دورة الخليج ال23 في الكويت.