الاحتراف الحقيقي عادة يكون خوض اللاعب للمباريات القوية مع فريقه مما يساعده على اكتساب الخبرات الفنية والطرق التكتيكية المتنوعة والخطط المختلفة، ولم يسبق أن سمعنا عن ما يسمى باحتراف "المدرجات" والتدريبات اليومية والبُعد عن الممارسة العملية مع المنافسة داخل الملعب، وما يحصل مع اللاعبين السعوديين في أندية إسبانيا ماهو إلا "احتراف المدرجات الخارجية". ولنا في تألق لاعبي أفريقيا العرب وتمثيلهم لأكبر الفرق في الدوريات العالمية خير مثال يحتذى، وعلى نقيض من ذلك للأسف ما يحدث مع اللاعبين السعوديين في الملاعب الإسبانية، على الرغم أننا نرى في الجيل الحالي إمكانيات عالية وموهبة ومهارة تخولهم للعب في أفضل الأندية العالمية وتجعل منهم محمد صلاح بنسخته السعودية. ولنقف قليلاً مع أنفسنا في مقارنة بسيطة بين اللاعب العربي المحترف خارج بلاده ومع اللاعب السعودي خارجياً، سنجد الفارق الكبير بينهم على الرغم من التسهيلات الكبيرة التي تقدمها هيئة الرياضة السعودية والدعم اللامحدود وهذا يأخذنا لنبحث عن الطرق والوسائل التي سلكوها لنحذو حذوهم ونقتبس منهم ما يفيدنا وتحديد المعوقات التي منعت اللاعب السعودي من الوصول لما ما وصلوا اليه. الوقائع في مجال الاحتراف من قصص النجاح واللافتة للأنظار من الاخوان العرب كثيرة، وكذلك قصص النجاح الأخرى في الرياضة الآسيوية، وتحديدا من اليابانيين، والتي بدأت عبر ابتعاث المواهب لديهم إلى الدوريات والأكاديميات العالمية وفق مسار ومنهجية محددة ومدروسة لصغار السن حتى جنى الاتحاد الياباني ثمار ماغرس، وكانت من أوائل قصص النجاح لديهم عندما تعاقد نادي كولن الألماني مع لاعب ياباني مغمور آنذاك "ياسوهيكو اوكوديرا" وما صاحب ذلك الخبر من تصعيد إعلامي وجماهيري لأنه لاعب غير معروف حينها لديهم، فنجح في نيل بطولة الدوري والكأس وكان سبباً وراء ذلك. ونتفق جميعاً على أن احتراف اللاعب السعودي خارجياً له إيجابيات متعددة، منها ما ينعكس على اللاعب نفسه، ومنها ما يعود بالفائدة على المنتخب السعودي نتيجةً لقوة الاحتكاك مع اللاعبين الأوروبيين ذوي المستوى المتميز والخبرة الطويلة والمنهجية الواضحة في اللعب والانضباط وقد تكون فائدة الاحتراف خارجياً عامة وشاملة في جميع الجوانب والاتجاهات على أعلى المستويات. ولكن لابد الآن ان نسأل ماذا سيجني اللاعب السعودي من احترافه في إسبانيا وهم لا يمثلون أنديتهم في المباريات الرسمية؟.. وإلى أين يتجه احترافنا؟.. وما الفائدة المجنية حتى الآن؟.. وماهي الإيجابيات والسلبيات؟.. وهل تم وضع دراسة ذات رؤى ومنهجية واضحة بحيث تصبح مرجعاً للكُل مستقبلاً؟ التساؤلات التي تدور في الأوساط الرياضية كثيرة جداً لذا نأمل من مسؤولي الرياضة عمل استفتاء شامل ويطرح على الرأي العام يشارك فيه الكُل من الجماهير والإعلاميين واللاعبين والمسؤولين ويؤخذ بآرائهم للوصول إلى الهدف المنشود، ولا نكون فقط كمتفرجين مصفقين لمحترفينا وهم في صفوف التدريب فقط ؟! من دون إنجازات وتطلعات مستقبلية ورؤية واضحة. Your browser does not support the video tag.