اليابان تلك الدولة الصناعية التي لم تكن تعير الرياضة ذلك الاهتمام في الثمانينات الميلادية، وكانت من أفضل محطات سلاطين القارة في تلك الحقبة. لم يدم ذلك المشهد طويلاً وتحولت من ذلك الحمل الوديع إلى وحش يفتك بمن يحاول أن يجاريه. لم يكن التحول الياباني صدفة أو حماس مجموعة أو لاعبين بل مخطط أُشبع طرحاً ومدحاً في وسائل الإعلام الخليجية. كانت المؤسسة الرياضية اليابانية تزرع مواهبها في الدوريات العالمية عبر انتداب مواهبها للأكاديميات العالمية ومنهجة ذلك العمل لجعله دستوراً رياضياً لا يحيد عنها الرياضيون هناك. في عام 1977 فاجأ نادي كولن الألماني المتابعين بتعاقده مع لاعب ياباني مغمور ياسوهيكو اوكوديرا وكان ذلك الخبر مثار سخرية وانتقاد في الصحف الألمانية آنذاك. ولكن الصدمة نجاح أوكوديرا بقيادة ناديه الألماني في الظفر ببطولة الدوري والكأس. لم تتوقف مفاجآت اللاعب الياباني المغمور بل كرر اللاعب الفوز بلقب الدوري الألماني مع نادي فيردر بريمن في 1980. عندها اتجهت أنظار كشافي اللاعبين بألمانيا إلى اليابان لعلهم يجدون "اوكوديرا" آخر في اليابان. تلك التجربة لم تؤدِ ولم تصب بالوهن؛ لأنها لم تحقق كل المخططات ولأنها بُنيت بمخزون وافر من الصبر والتخطيط. تلك التجربة اليابانية الرائدة في القارة تتكرر ولكن باختزال للزمن وللإمكانات فليست كرة القدم هي ذاتها السابقة بل أصبحت أكثر تعقيداً، والأندية أصبحت كالشركات والأسماء التجارية التي تخشى فشل تجارب غير مضمونة. المملكة الآن تعيد تلك التجربة بطريقتها الاحترافية دون اكتراث لحملات التشكيك في جودة اللاعب السعودي الذي اختير بعناية من الكشافة الأسبان. كل ما أخشاه أن تقيّم التجربة في أشهر بسيطة لعل إعلامنا وجمهورنا يتحلون بصبر اليابانيين في احتراف أبنائهم خارجياً. Your browser does not support the video tag.