رغم أنها جاءت متأخرة إلا أن إسماعيل ولد الشيخ كشف في إفادته الأخيرة أمام مجلس الأمن عن معلومات مهمة تتعلق بممارسات الحوثي فيما يتعلق بأي حل سلمي ينهي الأزمة اليمنية. ولد الشيخ الذي أنهى أول من أمس مهمته كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن تحدث للمرة الأولى عن رفض وكيل إيران في اليمن عبدالملك الحوثي التوقيع خلال الدقائق الأخيرة على مقترح كامل وشامل تم التشاور بشأنه مع الأطراف كافة، دون وجود أي مبرر منطقي حيث تبين في نهاية الماراثون الشاق من المشاورات أن الحوثي غير مستعد لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة. تعددت الحلول التوافقية والمقترحات الكفيلة بإخراج اليمن من أزمته والقائمة على أسس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216، ومع هذا كله إلا أن العصابة الحوثية لا تزال تعتقد أن بإمكانها فرض إرادتها على الشعب اليمني وأن بإمكانها الاستمرار طويلاً في تنفيذ الأجندة الإيرانية في اليمن. شهادة ولد الشيخ وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للضغط بشكل أكبر على الانقلابيين ومن ورائهم النظام الإيراني، وغضه الطرف عن اعتداءاته المتواصلة على مؤسسات الدولة اليمنية وجرائمه في حق الشعب اليمني إضافة إلى استهدافه المدنيين في المملكة بالصواريخ الباليستية الإيرانية. المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث والذي يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع قضايا المنطقة، ومن خلال الواقع الذي لخصته كلمات سلفه إسماعيل ولد الشيخ، أمامه طريق واضحة المعالم، فالحلول متوفرة والمرجعيات التي تقوم عليها لا تزال حية، كما أن داء اليمن والذي يكمن في سرطان الحوثي تم كشفه مبكراً، ولم تعد هناك أي مهمة سوى العمل على إنقاذ اليمن من الداء الحوثي من خلال وقف تغذيته من إيران، وعلاج نهائي يقتضي الاستئصال الكلي للخلايا السرطانية ليعود الجسد اليمني سليماً معافى كما كان. Your browser does not support the video tag.