من الحكايات السياسية المثيرة للسخرية ما كتبته حركة حماس مؤخراً في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر واستيائها الغاضب من تصريح معالي وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل الجبير قائلة: «استمرار وزير الخارجية السعودي في التحريض على حركة حماس ووصفه إياها «بالمتطرفة» تضليل للرأي العام وتشويه لمقاومة شعبنا الفلسطيني المشروعة، والذي لا يعكس مزاج الشعب السعودي ولا يتوافق مع مواقف المملكة المعلنة الداعمة للقضية الفلسطينية وأن تصريحات الجبير بزعم حماس من شأنها تشجيع العدو الإسرائيلي على الاستمرار بارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ورموزه وعناوين نضاله!». كتبتُ سابقاً حول حقيقة دكاكين المقاومة أو المقاولة بتوصيف أدق وفي واقع هذه الحركات الأيديولوجية التي كانت تسوّق لنفسها على أنها حركات مقاومة، بينما وبحسب السلوك السياسي الذي يقوم به حزب الله أو تقوم به حماس أن هذه الحركات لم تكن سوى «دكاكين مقاولة» ذلك أن الاتجار بالقضايا الشعبية لأغراض سياسية وأهداف اقتصادية ومادية كان هو السلوك الطاغي على حراكهم وعلى مواقفهم، بدليل موقفهم من الثورة السورية تبعاً لراعيتها إيران! نُذكّر حماس التي دافعت عن إرهاب حزب الله ضد المملكة والخليج وليس سراً ارتماء حماس في أحضان إيران والنظام الإيراني يرعى الحركات السنية بناء على الاشتراك في رؤى ذات الطابع الراديكالي؛ فإيران التي تدعم الجماعات السنية من بينها حماس لأغراض سياسية؛ ولا خلاف حول أن الدعم السياسي شيء والدعم الطائفي شيء آخر، مثلاً وعلى سبيل المفارقات التي تستوجب التأمل لمن يحاول أن يقدم المبررات سابقاً لحماس لم يسألوا أنفسهم لمَ إيران تدعم الإخوان المسلمين في مصر أكثر من حزب الدعوة الشيعي في العراق؟ يكفي من حماس موقفها من الثورة السورية لتوصف بالمتطرفة على أبسط تقدير ودورها في التحالف الإيراني مع مدّعي الممانعة في حرب النظام السوري على شعبه، الأسد استفاد من الدعم الإيراني لوقف الاستنزاف المادي الذي سببته له مجازره، بينما كانت ترى إيران أن الذي يجري في سورية «شأن داخلي» ويصمت حزب الله عن كل المجازر بل وينضم مع النظام السوري ضد «مؤامرات دولية» كما ادّعى، ونذكّر حماس بصمت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهو الذي شارك في الاحتفال برحيل حسني مبارك ونجاح الثورة المصرية في (يوليو) في سفارة مصر بدمشق! لكنه لم ينطق ضد الأسد بكلمة واحدة، من المفارقات أن الصمت أيضاً تشترك فيه مع أولئك «المقاومين» «إسرائيل» التي لم تندد بأي مجزرة ارتكبت في سورية وهو ما كشفت عنه وأثبتت التحالف بين «المقاومين» وبين «إسرائيل»؟! في الوقت الذي ندد فيه مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وتركيا والأردن وتونس بالقمع في سورية صمتت إسرائيل عن تلك المجازر، ربما لا تريد لحصن «المقاومة» الذي يحرس طرفها أن يذهب! فضلاً عمّا أكده السفير القطري العمادي فيما تناقلته بعض الأخبار من طرد الدوحة لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة العاروري بعد مطلب إسرائيلي أميركي وكأن حتى النظام القطري رفيق الحركة بذلك قد شهد على إرهابها! Your browser does not support the video tag.