الانسياق وراء المخاوف التي تحدثها هزات الأسواق العالمية لم يعد موجوداً كما كان يحصل من قبل، حينما كانت تغلق غالبية أسهم الشركات في السوق المحلية على انخفاض بالنسبة القصوى أو ما دونها. كل ذلك كان مرده إلى الوعي الاستثماري المتزايد الذي طرد كل حالات الذعر والفزع المستورد من تلك الأسواق، وأخذ بالتركيز في اقتناص الفرص المتواجدة في ظل اقتصاد قوي ومتنامٍ، مع تعالي أصوات المستثمرين وتوحد رأيهم بأن السوق السعودية لم تكن أصلاً تتفاعل مع الارتفاعات القياسية لتلك الأسواق، فلماذا تتراجع معها إذاً؟ ذكرت الأسبوع ما قبل الماضي، وفي أعقاب تصحيحات قاسية مرت بها الأسواق الأميركية؛ إن الوعي الاستثماري بدأ يتشكل بصورة لم يسبق أن حصلت لدى كثير من المستثمرين في السوق المالية السعودية، وهو ما وضعها أمام تراجع لم يكن بالمخيف ولا بالمقلق، وذلك كردة فعل على تلك التصحيحات، وإن مسألة عودتها للتعافي ستكون سريعة ومتوازنة، ومن المحتمل عطفاً على ذلك التزايد في الوعي أن تنعزل عن التقلبات التي قد تمر بها الأسواق الأميركية. وها هي الدلائل آخذة في التكاثر على عدم تأثر السوق المالية السعودية بما حدث في مؤشرات وول ستريت من تصحيحات قاسية مرت بها، أو ما يحدث حالياً من تقلبات تتعرض لها، وتؤثر على أسواق المال العالمية، كما أن مؤشرات التعافي قد اتضحت بصورة ملفتة لكل مشكك، وبرزت معالمها على قرارات المستثمرين. صحيح إنها دلائل مبدئية وليست قطعية، لكنها مريحة، وتدل على ارتفاع الثقة في السوق المالية السعودية وما تمر فيه من عوامل اقتصادية سوف تساعدها على النمو والتعافي بأفضل مما هو قائم الآن، مستمدة ذلك مما حملته الميزانية العامة للدولة من سياسة إنفاق توسعية وبأكبر رقم سجلته في تاريخها ستمكن القطاع الخاص من الاستفادة مما هو مدرج من المشروعات، ولا أبالغ إن قلت إن المستثمرين يترقبون في أي يوم من الأيام المقبلة عن إعلان المزيد من المشروعات العملاقة التي ستحفز الاقتصاد السعودي بأكثر مما هو محفز حالياً وفق ما تتضمنه خطة المملكة 2030 من طموحات ضخمة. Your browser does not support the video tag.