لندن، طوكيو، نيويورك- رويترز، أ ف ب - استعادت «وول ستريت» بعضاً من خسائرها الناجمة عن الأزمة المالية، وعادت نتائجها إلى مستوياتها في أواخر عام 2007، بعد ارتفاعها بنسبة 11 في المئة في غضون ثلاثة اشهر، ما أثار تساؤلات من قبل محللين عن احتمال أن تكون بورصة نيويورك تتقدم بسرعة مفرطة. وللمرة الأولى في تاريخ بورصة «وول ستريت»، اغلق مؤشرها الرئيس «داو جونز» الاثنين متجاوزاً في جلسة واحدة عتبة 13 ألف نقطة ومؤشرها التقني «ناسداك» متجاوزاً 3 آلاف نقطة الرمزيتين. وحقق «داو جونز» سنة ثالثة من الارتفاع، بعد أن اغلق في خضم الأزمة المالية في 9 آذار (مارس) 2009 على أدنى مستوياته بالغاً 6547,05 نقطة، وارتفع مذاك 101,28 في المئة. أما مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» الذي يشمل 500 مؤشر مهم في «وول ستريت» وتراقبه الأسواق باهتمام نظراً إلى تنوّعه، فلم يتجاوز حدّ 1400 نقطة، وبلغ 1397,90 نقطة عند الإغلاق الاثنين. إنجازات قياسية لكن هذه الإنجازات التي لم تشهدها السوق منذ حوالى اربع سنوات أثارت مخاوف عدد من المحللين الذين رأوا أن «حيوية هذا النمو غير مبررة». وقال مدير في شركة «دي ايه ديفدسن» فريديريك ديكسن «على رغم إيماننا بوجود العناصر لتحسن الأسواق، فإن الإحصاءات توحي بأن التقدم ذهب أبعد من اللازم بسرعة اكبر من المطلوب، ويجب أن يهدأ». ويعكس ارتفاع المؤشرات حماساً متزايداً لدى المستثمرين حيال الاقتصاد الأميركي، وعودة نوع من الثقة في القطاع المصرفي الذي يعتبر مقياساً للانتعاش الاقتصادي. واعتبر كثيرون نجاح 15 من اصل 19 مصرفاً أميركياً كبيراً في الاختبارات التي فرضها البنك المركزي الأميركي، دليلاً على قلب الصفحة منذ انفجار الفقاعة المالية عام 2008 وانهيار مصرف «ليمان براذرز» للأعمال. ويواصل تراجع مستوى البطالة في الولاياتالمتحدة والتقدم إلى حل الأزمة اليونانية طمأنة المستثمرين. وقال مدير في شركة «أس اند بي كابيتال أي كيو» هو اليك يانغ «تبدو الأمور في تحسّن في أوروبا والولاياتالمتحدة والصين». وتابع: لا نعتقد أن قيَم السوق أعلى مما هي فعلياً»، لكن رأى انه «سيكون من الصعب إحراز ارتفاع اكبر كثيراً» وأضاف: «لا ننصح زبائننا بالاستثمار في الوقت الحالي، إذ يجب انتظار حدوث فترة تصحيح، لكنني لا أرى ما قد يطلقها». وأوضح الخبير في موقع التحليل المالي «بريفنغ دوت كوم» ديك غرين: «هناك الكثير من المال الراقد في الأسواق»، لافتاً إلى ضعف التقلّبات. وتابع: «يعجز الكثير من المشككين عن تقبّل انتعاش السوق بعد ثلاث سنوات والتعامل معه». الأسهم الأوروبية إلى ذلك، قطعت الأسهم الأوروبية موجة صعود بلغت معها مستويات لم تشهدها منذ الصيف الماضي. ويتطلع المستثمرون إلى بيانات جديدة من الولاياتالمتحدة والصين حول قوة النمو الاقتصادي المهم لأرباح الشركات، في ظل ضعف الاقتصاد المحلي. واستقر مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى عند 1097.94 نقطة، بعد أن صعد إلى 1105.09 نقطة في الجلسة السابقة. وفي أنحاء أوروبا، فتح مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني منخفضاً 0.1 في المئة وتقدم «داكس» الألماني 0.2 في المئة وهبط «كاك 40» الفرنسي 0.3 في المئة. وفي طوكيو، واصل مؤشر «نيكاي» القياسي ارتفاعه للجلسة الثالثة امس، مدعوماً بأسهم مصدّرين كبار على خلفية تراجع الين مع تنامي التفاؤل بين المشاركين في السوق في شأن التعافي الاقتصادي الأميركي. وارتفع «نيكاي» 0.7 في المئة إلى 10123.28 نقطة، مسجلاً أعلى اغلاق في سبعة أشهر ونصف شهر. وزاد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.8 في المئة إلى 863.61 نقطة.