جاءت القرارات التاريخية التي أعلنها معالي المستشار تركي آل الشيخ الجمعة الماضي لتعيد الحياة والوهج لدوري الدرجة الأولى السعودي بعد سنوات من الإهمال والتهميش الذي أعاد هذا الدوري إلى مسماه القديم "دوري المظاليم" قبل أن تعيد القرارات الأخيرة له الحياة من جديد. منح هذا الدوري شرف التسمية باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أعطى إيحاءً واضحًا عن مدى الاهتمام والالتفات التي تنوي القيادة منحها لدوري الدرجة الأولى، واكتملت الفرحة بقرار منح كل نادٍ خمسة ملايين ريال، وزيادة عدد اللاعبين المحترفين الأجانب إلى أربعة لاعبين بالإضافة إلى لاعبين اثنين من المواليد، مع البدء في إيجاد ناقل تلفزيوني لكافة مباريات الدوري، وهو ما يبشِّر بدوري مثير ومغرٍ للمتابعة والمشاهدة، ويعطي زخمًا لهذه البطولة التي كانت في السنوات القليلة الماضية جنازة تنتظر الدفن. دوري الدرجة الأولى يعني الكثير لشريحة كبيرة من سكان المدن التي لا تتواجد أنديتها في دوري المحترفين، بل هو عند بعض هؤلاء أكثر متابعة وأهمية من دوري المحترفين، وفي مكة والقيصومة وحائل والرس والجوف والخرج وتبوك والشقيق، وتمير وخميس مشيط ونجران من يتابع مباريات وأخبار هذا الدوري أكثر من أخبار الهلال والأهلي والنصر والاتحاد، ولا شك أن الالتفات لهذا الدوري وعودة الاهتمام به بهذا القدر قد أسعد الكثيرين. يبقى الدور الآن على إدارات ورجالات أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لاستثمار هذه القرارات التاريخية وهذا الاهتمام الذي طال انتظاره بالطريقة المثلى، من خلال حسن الإدارة الفنية والمالية لأنديتهم، وحسن اختيار اللاعبين الأجانب وتقديم اللاعبين المواليد فضلًا عن القيام بالدور الغائب لهذه الأندية في اكتشاف المواهب وتقديمها لمنتخبات الوطن؛ خصوصًا أنَّ الدوري سيكون منقولًا بشكل كامل، وسيكون من السهل على الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية متابعة كل المباريات والمواهب التي غابت عن هذا الدوري في الأعوام الماضية، وربما نشاهد في السنوات القليلة المقبلة من يعيد ذكريات نجم الكرة السعودية شائع النفيسة الذي جاء ذات يوم من صفوف نادي الكوكب ليقود الأخضر إلى أول إنجازٍ آسيوي وإلى زعامة آسيا عام 84م!. Your browser does not support the video tag.