يبدو أن مسمى "دوري المظاليم" الذي كان يطلق على دوري الدرجة الأولى بات من الماضي، بعد القرارات التطويرية المميزة التي أعلنها رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، بتغيير مسمى الدوري إلى "دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى"، مع زيادة عدد اللاعبين المحترفين غير السعوديين لكل فريق في دوري الدرجة الأولى إلى أربعة لاعبين ولاعبين اثنين من مواليد المملكة، وبتقديم دعم مادي سخي بخمسة ملايين ريال لكل نادي. القرارات المحفزة للمنافسة في "دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى"، من شأنها أن تحول هذا الدوري إلى رافد مهم للدوري السعودي للمحترفين لأندية الدرجة الممتازة، وواجهة مهمة لاستقطاب المواهب وارتفاع حمى المنافسة الحقيقية بين الفرق، بعيداً عن طموح الصعود والبقاء الثابتين منذ مواسم عدة، ولعل القرار الأهم بتوفير ناقل تلفزيوني مخصص لهذا الدوري، من ميزاته الرائعة توجيه الاهتمام والمتابعة الجماهيرية والإعلامية لمباريات الدوري، وهو يمثل خطوة تأتي ضمن باقي الخطوات التحفيزية لدوري الدرجة الأولى، للارتقاء بمنافساته على كافة الأصعدة الفنية والجماهيرية، كما أن تسميته باسم ولي العهد، سيمنحه أهمية كبيرة وقيمة تسويقية عالية لجلب الرعاة وزيادة مداخيل الأندية، التي كانت إداراتها إلى وقت قريب تصدح بالشكاوى في كل منبر إعلامي، بحثاً عن الدعم الذي وصل أخيراً من هيئة الرياضة، وبشكل يفوق حجم الطموحات المتوقعة، التي كانت تطمح لها أندية الدرجة الأولى في وقت سابق. الدعم الكبير الذي وجهته الهيئة العامة للرياضة إلى أندية الدرجة الأولى، امتد إلى أندية دوري الدرجة الثانية، كذلك بمبلغ نصف مليون ريال لكل ناد مع السماح لكل فريق بتسجيل لاعبين اثنين غير سعوديين بالإضافة إلى لاعبين من المواليد، وهو ما يشير إلى توجه الهيئة نحو ارتفاع المستويات الفنية في هذا الدوري كذلك امتداد لبقية المسابقات، والمساهمة في تخفيف وطأة الأزمات المالية، التي تعاني منها جل الفرق في هذا الدوري البعيد تماماً عن الاهتمام والمتابعة. حزمة القرارات التطويرية المهمة التي أعلنها رئيس الهيئة العامة للرياضة أبهجت الوسط الرياضي والمهتمين بتطوير المسابقات الرياضية السعودية، انطلاقاً من أن خطوات التطوير والاهتمام والعناية هي طريق النجاح المنشود لقطف الثمار، فيما ستكون المهمة المقبلة على عاتق مسيري أندية الدرجتين الأولى والثانية، لمواكبة هذه القرارات وتفعيلها على أرض الواقع، واستثمارها بصورة مثالية تبتعد عن التفريط أو الإفراط، إذ إن الفكر الإداري مطلب مهم في الأندية، تماشياً مع هذه المرحلة التاريخية التي تشهدها الرياضة السعودية، والتي طال انتظارها بما تحمله في كل مرة من خطوات تحفيزية ميدانية، بعيداً عن قرارات الاجتماعات المغلقة التي كانت مثل السراب تدور كثيراً في حلقة مفرغة. Your browser does not support the video tag.