رفض مسؤولون عن المكاتب الإنسانية للأمم المتحدة التعليق على اللقاءات الأخيرة التي جمعت منسق الشؤون الإنسانية جيمي ماكغولدريك بمسؤولين حوثيين. وامتنع كل من روسيل جيكي مديرة المكتب الانساني لهيئة الأممالمتحدة في نيويورك والمدير الاقليمي للهيئة في الشرق الأوسط أياد نصر الإدلاء بأي تعليق ل"الرياض" على الموضوع. فيما أكد ل"الرياض" وكيل وزارة حقوق الانسان اليمنية ماجد فضائل أن دعم مسؤولي منظمات الأممالمتحدة للميليشيات الانقلابية الحوثية هو أمر لا يمكن تبريره أو قبوله، مديناً تصرفات الممثل المقيم ومنسق الشؤون الانسانية السابق ماكغولدريك المخالفة لأنظمة ولوائح الأممالمتحدة وأضاف أن أبسط المتوقع منه كان الاعتذار عن حضور تجمع يشارك فيه قادة حوثيون وتأكيده ان مهمته هي تقديم الخدمات الانسانية وليس تلقي التكريم من قيادات انقلابية. وأوضح فضائل أن دعم الانقلابيين وضرب كل الاتفاقيات والأنظمة واللوائح الأممية والمواثيق الموقعة بينهم وبين الحكومة الشرعية بعرض الحائط، ليس جديداً على مسؤولي مكاتب الأممالمتحدة. ودعا أن يكون المبعوث الجديد أكثر التزاماً بمعايير العمل الإنساني والحقوقي ولا يسعى لخدمة الفوضى والتطرف في اليمن. وقال ناشط يمني يعمل في منظمة إغاثية اوروبية: قدم ماكغولدريك الجزء الأوفر من الدعم الإغاثي والانساني لتعز وإب قبل مغادرته منصبه لأحمد المساوي المعروف بولائه الكامل للحوثيين الذي لم يكتف بمهمة توزيع المساعدات، بل اشترط على الأممالمتحدة توزيع المساعدات في الوقت والظروف التي تحلو له. وجاء قبول ماكغولدريك التكريم والهدايا من مليشيات الحوثي الانقلابية الخاضعة لعقوبات من مجلس الأمن الدولي، انتهاكاً للنظام الأساسي للأمم المتحدة، الى جانب انتهاكات كثيرة سبقتها وعلى رأسها التقارير المنحازة لغوتيريس حول الطفولة التي تجاهلت حقيقة أن الجماعة الحوثية الانقلابية هي أكثر جماعة في العصر الحديث -بحسب منظمة العفو الدولية- قامت بتجنيد الأطفال ما دون ال15 عاماً والزج بهم على خطوط النار، أما أكثر ما أثار استنكار الشعب اليمني الذي يعاني الويلات من الحوثيين فهو توقيت لقاءات ماكغولدريك التي جاءت بمثابة هدية سياسية تقدّم للحوثيين الذين يحاولون كسر عزلتهم في فترة ينفض فيها عنهم الحلفاء والشركاء، ومن المفترض أن يكون موقف الأممالمتحدة مستنكراً بشكل رسمي في المرحلة الحالية لعملية اغتيال صالح وسلسلة الاغتيالات لقيادات المؤتمر في صنعاء واخفاء جثثهم عن ذويهم بأسلوب يرقى ليكون جرائم حرب. وهذه الحادثة ليست الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون في الأممالمتحدة بسياسيين حوثيين ففي اكتوبر الماضي، التقى المدير الإقليمي للبرنامج الإنمائي في اليمن مراد وهبة مع القيادي في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً، هشام شرف الذي يشغل منصب وزير خارجية الانقلاب فوجهت الحكومة الشرعية اليمنية مذكرة احتجاج رسمي للبرنامج، معتبرة أن ما حدث تجاوز غير مقبول ومخالف للأعراف الدبلوماسية والتزامات الأممالمتحدة مما اضطر الأممالمتحدة لتقديم اعتذار رسمي من الحكومة الشرعية اليمنية، مما يعد اعترافاً مباشراً بوجود انحيازات متعمدة من شخصيات تعمل في المنظمة الدولية إزاء الانقلابيين. ومن انتهاكات المكاتب التابعة للأمم المتحدة في اليمن تكثيف عملها في المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، مقابل تجاهلها لأي تمثيل رسمي في المناطق المحررة، فضلاً عن استعانتها بالقيادات والشخصيات الانقلابية المحلية لكتابة تقاريرها الميدانية المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان وتجنيد الأطفال الى جانب التجاهل الكامل من قبل المنظمة للمناطق الخاضعة للشرعية. ويعتبر لقاء "ماكغولدريك" بمسؤولين حوثيين انتهاكاً الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين الحكومة اليمنية والأممالمتحدة على ضرورة حياد المنظمة في الصراع اليمني ولعبها أدواراً توفيقية فقط. وتأتي خطورة هذا الانتهاك كون الصماد الذي التقاه ماكغولدريك ليس مسؤولاً إدارياً احتاجت الأممالمتحدة الجلوس معه لتنسيق تأمين المساعدات الإغاثية وتوصيلها، وانما صاحب منصب سياسي مخالفاً لقرارات الأممالمتحدة والقرارات الدولية المعترفة بالحكومة الشرعية في اليمن التي يفترض أنها تعمل على تثبيتها وليس خلق شقاقات سياسية وتأزيم المتأزّم. منسق الشؤون الإنسانية السابق في اليمن تحاشى جرائم الانقلابيين ضد الشعب Your browser does not support the video tag.