بعد الاعتداءات الجبانة التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي الإجرامية المتمثلة في استهداف أرض المملكة بالصواريخ، في محاولة إيرانية يائسة وبائسة لاستهداف المملكة العربية السعودية من خلال ميليشياتها المنتشرة في اليمن والتي عاثت فساداً في القطر الشقيق؛ حيث قتلت وشردت ويتمت ورملت المجتمع اليمني العربي المسلم، باستخدامها القوة الفتاكة سبيلاً لتحقيق مآربها السياسية المرسومة في طهران لتحقيق أطماع التوسع الفارسي الصفوي التاريخية، استنكر الرأي العام الموريتاني على غرار الرأي العام العربي والإسلامي، توجيه هذه الميليشيات الإيرانية لصواريخها للمملكة العربية السعودية، استهدافاً لأمنها القومي الذي يمثل بالنسبة للشعوب الإسلامية والعربية أمن الأمة ككل حسب ما أكده ل"الرياض" عدد من الشخصيات الفكرية والإعلامية والسياسية الموريتانية، حيث أجمعوا على رفض العدوان الحوثي المدعوم والموجه من طهران ضد بلاد الحرمين الشريفين. وفي هذا الصدد يقول الباحث الموريتاني في شؤون الساحل والصحراء الكبرى الأستاذ محمد سالم اليعقوبي: "لقد تابعنا باهتمام بالغ استهداف ميليشيات الحوثيين الإجرامية للمملكة العربية السعودية للمرة الثانية بالصواريخ، وهذا الأمر لم يأت عرضاً ولا ارتجالاً وإنما هو الهدف الأسمى لوجود هذه الميليشيات التي يبدو أن الهدف الأساسي من زرعها في المنطقة هو استهداف المملكة العربية السعودية بصفة خاصة وتهديد الأمن القومي العربي بصفة عامة من المحيط إلى الخليج، ولا شك أن بصمات إيران كانت جلية وواضحة المعالم بينة القسمات، لأن إيران منذ الثورة الخمينية حلمها الأساسي وهدفها الذي تسعى له بكل السبل والوسائل هو استهداف المملكة، ضمن طموح صفوي قديم أسوة بما فعل أسلافهم القرامطة في غابر الأيام، ولكن يأبى الله أن يتحقق لهم ذلك"، وأضاف اليعقوبي: "هذه النوايا الإيرانية الخطيرة كان قد أكدها على أكبر ولايتي المستشار الخاص للشؤون الإستراتيجية للمرشد الإيراني، حيث اعترف ضمنياً بتزويدهم للميليشيات الحوثية بالصواريخ التي استهدفت المملكة، وكنت قد فصلت في هذا الموضوع في الدراسة التي نشرت لي في جريدة "الرياض" قبل شهور تحت عنوان "الدور التخريبي لدولة قطر في الوطن العربي والصحراء الكبرى"، حيث كشفت في تلك الدراسة بعض مكامن التداخل بين السياسة القطريةوالإيرانية في المنطقة العربية، وهذا في الحقيقة وضع يدعو للقلق والتوجس، لما تطفح به تلك السياسات من نوايا وخبايا خطيرة على مستقبل المنطقة العربية عموماً وعلى بلاد الحرمين الشريفين بصفة خاصة". وفي ذات السياق يرى الإعلامي الموريتاني محمد الحافظ ولد محمد رئيس التحرير السابق لجريدة "الشعب" الحكومية الموريتانية أن استهداف أرض الحرمين بالصواريخ أمر مؤسف خاصة من مسلمين؛ فهذه أرض مقدسة ولا يجوز استهدافها لأن استهداف الحرمين الشريفين استهداف لكل المسلمين. وبدوره يرى د. الطيب بن عمر مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في موريتانيا، أن استهداف الميليشيا الحوثية للمملكة تصرف همجي نابع من حقد دفين يكنه الفرس للعرب والمسلمين، ويتابع ابن عمر القول: "لقد تابعنا التصرفات الهمجية التي قامت بها الميليشيات الحوثية المدعومة من الإيرانيين والتي تنم عن حقد دفين يكنه الفرس للعرب والمسلمين الذين يرفضون تصدير الثورة الخمينية الإرهابية للعالم الإسلامي"، ويعتبر ابن عمر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم هذه الميليشيات بإطلاق الصواريخ باتجاه بلاد الحرمين الشريفين بل سبق أن أطلقت صواريخ إيرانية الصنع باتجاه الرياض ومكة المكرمة وهي أعمال إرهابية لا يقبلها أي فرد من المجتمع الإسلامي على الإطلاق، وعلى الأممالمتحدة وجميع المنظمات الدولية التدخل لحماية اليمن من الإيرانيين والحوثيين الذين دفعوا باليمن نحو الفقر والإفلاس والمجاعة والتدمير. وفي الواقع فإن هذه الاعتداءات على السعودية تنم عن يأس سببه قطع الطريق أمام الإيرانيين وميليشياتهم بنجاح عاصفة الحزم التي مثلت كافة أهل السنة في العالم الذين يعتبرون الاعتداء على أرض الحرمين الشريفين اعتداء عليهم جميعاً ويقفون صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية كحامية لمقدساتهم وحاملة للريادة الإسلامية بحكمة وأمانة. وتعتبر رئيسة حزب "حواء" الموريتاني، الأستاذة سهلة بنت أحمد أن استهداف المملكة العربية السعودية خطيئة كبرى وجرم مدان من جميع المسلمين لأنه مما لا مراء فيه بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن المملكة العربية السعودية تحتضن قبلة المسلمين باحتضانها للحرمين الشريفين، وبالتالي يجب على جميع المسلمين أن يمنحوها ما منحها الله من القداسة والتعظيم والاحترام، ولا شك أنها خطيئة كبرى وعمل مرفوض ومدان أن تستهدف أي جهة خارجية المملكة العربية السعودية، سيما إن كان من يستهدف المملكة ممن ينتمي للإسلام والمسلمين، فنحن في حزب "حواء" الموريتاني نرفض بشدة استهداف الحوثيين لبلاد الحرمين بالصواريخ، كما ندين دعم إيران للحوثيين بالصواريخ التي استهدفت المملكة العربية السعودية، ونطالب جميع الشعوب الإسلامية والحكومات بالوقوف وقفة حازمة مع المملكة العربية السعودية ضد كل من يتربص بها الدوائر سواء تعلق الأمر بإيران أو بالميليشيات والجهات التابعة لها، فأمن المملكة هو أمن العرب والمسلمين والعكس صحيح، وعلى الجمهورية الإيرانية أن تدرك أنها بدعمها لميليشيا الحوثي تغيظ كل المسلمين، ولمست جرحاً خطيراً وعزفت على وتر حساس، لن تقبل الشعوب الإسلامية المساومة في حمايته وصيانته بكل ما أوتيت من قوة، وبالتالي على إيران أن تعيد حساباتها ولا تكرر هذه الاعتداءات الخطيرة، لأن المملكة العربية السعودية خط أحمر، وهناك ما يربو على مليار ونصف المليار ساكن حول العالم مستعد لتقديم نفسه فداءً لبلاد الحرمين الشريفين. ويذهب الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين الإمام عضو المجلس الإسلامي الأعلى في موريتانيا إلى أبعد من ذلك حيث يرى أن هناك تشابه كبير بين مرتكبي جريمة استهداف بلاد الحرمين الشريفين، ونوايا وأهداف وغايات المعرضين عن الحق من الكفرة الخارجين عن الملة، وقد قال تعالى (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) "الحج 25". ويتابع الدكتور ولد زين قائلاً: "الواقع أن استهداف الحوثيين للمملكة ولأي نقطة في بقاع العالم العربي لا يعني سوى التوغل الإيراني في المنطقة ومحاولاتها المتواصلة لإرباك المجتمعات السنية، وهذا في الحقيقة أمر مقلق، لم يقتصر على اليمن بل وصلت مخاطره إلينا في منطقة شمال وغرب إفريقيا، وهذا يعني بلا شك بداية زرع فتن طائفية تضعف مناعة المسلمين فى وجه الحملات التنصيرية التي تفعل فعلها في إفريقيا مستغلة حالة الفقر والجهل التي تسود مجتمعات إفريقية كثيرة. محمد سالم اليعقوبي محمد الحافظ ولد محمد د. الطيب بن عمر سهلة بنت أحمد د. الشيخ ولد الزين Your browser does not support the video tag.