وقع اللاعبون الهواة بين سندان مزاولة اللعبة التي تألقوا بها وتدرجوا فيها منذ الصغر، ومطرقة العمل الذي يعتبرونه مصدر دخلهم الثابت و"لقمة العيش"، مما قاد الكثير من اللاعبين الهواة لهجر الملاعب والأندية والتمسك بالوظائف التي ينتسبون إليها بشكل رسمي، ولعل آخر الحالات الأكثر جدلاً هي إعلان نجم المنتخب الوطني لكرة اليد مجتبى آل سالم اعتزاله على الرغم من صغر سنه، وذلك يعود لعدم قدرتهم على التفرغ من جهات عملهم بمواعيد تتوافق مع استمراريتهم في الألعاب، على الرغم من القرار الصادر من مجلس الوزراء والذي يمنح اللاعبين الهواة الفرصة للمشاركة مع أنديتهم بناءً على خطابات رسمية توجهها الهيئة العامة للرياضة إلى جهات العمل في الشركات والدوائر الحكومية والتعليم وكافة القطاعات، تفريغ اللاعبين من العراقيل التي تواجهها الأندية التي يشكل الهواة فيها النسبة الأعلى من المحترفين، وخصوصاً الألعاب المختلفة والتي تقدم أبرز النتائج وتنافس على جميع الألقاب على مستوى المنتخبات، مثل كرة اليد، في هذا الملف تحدث لنا بالبداية رئيس نادي العدالة عبدالعزيز المضحي والذي ناشد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بوضع حل جذري لنظام وآلية تفريغ اللاعبين، وأن يكون موّحدا على مكاتب الهيئة العامة في جميع مناطق المملكة، وأن تكون هناك أيام محددة للمباريات التي تقام على أرض الفريق، وأيام أكثر إذا كان يلعب خارج أرضه. مشيراً إلى أن المباريات التي تلعب خارج المنطقة دائماً ما تتحكم فيها مواعيد الحجوزات والرحلات، وبذلك أتمنى أن تكون هناك مرونة في هذا الجانب ومنح أيام إضافية تتوافق مع موعد ذهاب الفريق وعودته. وقال: "المستفيدون من القرار الوزاري لتفريغ اللاعبين هم اللاعبون الهواة والذين يرتبطون بأعمالهم الوظيفية في شتى المجالات، وبلا شك أن التفريغ من أعمالهم يمنحهم الوقت الكافي للمشاركة الفعالة مع أنديتهم وبالتالي تطور مستواهم وتقديم نتائج إيجابية للفرق مما يساعد على رفع مستوى الدوري وتحقيق أهداف الفريق". وأيّد رئيس نادي جدة أحمد البعداني رأي سابقه رئيس نادي العدالة، مطالباً بأن يمنح اللاعب الهاوي تفريغا من جهة عمله لمدة ثلاثة أيام على أن يكون يوم المباراة ويوما قبله ويوما بعده، بهدف ضمان الراحة التامة للاعب من الناحية البدنية والذهنية للتركيز في المباراة أو اللعبة التي يشارك بها كواحد من ضمن منسوبي الأندية الرياضية. وقال: "هناك قرار وزاري ينص على تفريغ اللاعبين الهواة من جهات عملهم في أي جهة عمل كانت، ويأتي ذلك للدور الإيجابي الذي توليه قيادتنا الحكيمة تجاه شباب الوطن ودعمهم للممارسة والمشاركة مع الأندية الرياضية والمساهمة في تفعيل الدور الشبابي وتفريغ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والصحة". وأضاف: "أنا متفائل جداً بالتعديل أو وجود حل إيجابي نحو هذه المشكلة التي تواجه الأندية التي يكون أغلب لاعبيها من الهواة". وعبر لاعب نادي النور والمنتخب السعودي لكرة اليد مجتبى آل سالم عن ألمه بما يجري له أولاً وما يمر به أغلب زملائه اللاعبين الهواة، وخصوصاً في لعبة كرة اليد ذات المردود المالي الضعيف مقارنة بما تحقق من إنجازات قارية وعالمية، قال: "ظروفي العملية وعدم قدرتي على التفرغ منها هي السبب في اتخاذي قرار الاعتزال الذي اتجهت إليه مجبر أخاك لا بطل، وذلك لحرصي على المحافظة على تأمين وظيفتي التي أستمد منها مصدر رزقي، كوّن اللعبة لم تعطني المبالغ المالية الكافية لي للاستغناء عن الوظيفة". وأضاف: "أنا موظف بالقطاع الخاص وأعمل لمدة 12 ساعة، وبلاشك أنه عمل مرهق لا يتناسب إطلاقاً مع ظروفي في مزاولة اللعبة والاستمرار بها ومواصلة التألق، وحاولت جاهداً الاستمرار ولكن ظروف العمل كانت صعبة ولم أجد لها حلا". وتمنى في آخر حديثه ل "الرياض" أن يجد الوظيفة التي تتناسب مع رغبته بالاستمرار بخدمة الوطن عبر المنتخبات والأندية، والمشاركة بكأس العالم المقبلة لكرة اليد". يذكر أن آل سالم ابن ال24 عاما قدم اعتزاله في 4 أغسطس 2017 م، بعد أن مثل نادي النور والمنتخبات الوطنية لكرة اليد في العديد من البطولات المحلية والقارية والعالمية وتوج معهما بالكثير من الألقاب. وقال إداري الفئات السنية بنادي الخليج لكرة اليد أحمد البقال: "موضوع تفريغ اللاعبين يعتبر من المواضيع المهمة والمؤثرة على رياضتنا، ويساهم بشكل كبير في خدمة عدد من اللاعبين البارزين في الألعاب المختلفة وخصوصاً الهواة في كافة الأندية والألعاب، ويمنحهم الفرصة لخدمة الوطن كلٌ من موقعه". وأشار إلى أن التفريغ من العمل يساهم في نجاح الهواة ويجعلهم يقدمون أفضل مستويات مع أنديتهم وأضاف: "يصب في منافسات الدوريات المختلفة والتي بدورها تخدم المنتخبات الوطنية، والهواة لا يأخذون المردود المالي الكافي من الألعاب التي يشاركون بها، ولعل التفريغ يعوضهم بعض الشيء ويحافظ على استمراريتهم في مجال عملهم الذي سيبقى لهم حتى بعد الاعتزال والابتعاد عن المجال الرياضي". المضحي: توحيد المواعيد ضروري البعداني: ثلاثة أيام مناسبة البقّال: التفريغ يعوض الهواة Your browser does not support the video tag.