كان اسمه بحر القلزم؛ وذلك لغرق فرعون فيه، ثم سمي البحر الأحمر، ويطل عليه عدد من الدول أكبرها إطلالة المملكة العربية السعودية؛ لذا فهو أخضر الانتماء. منذ هجرة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- إلى مكة وإلى وقتنا هذا وبلدنا مستهدف من القاصي والداني، وهذا يتطلب رؤية تستبصر وتستقرئ الواقع؛ من أجل الردع والتصدي بأكفأ الطرق لكل من تسول له نفسه العبث بأمننا؛ مما يحفظ للمنطقة خيرها واستقرارها. ومن هنا تولدت وتبلورت فكرة هذا المقترح؛ إيمانًا بالأمن الإقليمي للدول المطلة على البحر الأحمر. في كل حقبة زمنية تطل علينا أنواع من الأزمات تتشكل وفقاً لظروفها فتخلق التوترات وعدم الاستقرار للدول المطلة على البحر الأحمر فتتعطل المنافع وتعم الفوضى، بالإضافة إلى إمكانية استغلال أراضي أي دولة من دول البحر الأحمر للإضرار بأي دولة أخرى سواء كان هذا المستغل عدوًا ظاهرًا أو عدوًا باطنًا؛ ومن ثم لابد أن تواجه هذه الدول هذه الثغرات من أجل استقرار الجميع، بدلًا من أن تستنزف دولة لوحدها هذه المعضلات فيتبدد الجهد والوقت والمال. ولهذا لابد من عمل يحقق للجميع أقصى درجات المنفعة، بالإضافة إلى فرض سياسة الأمن والاستقرار وتبنيها؛ ومن هنا فُرضت الحاجة إلى إنشاء منظمة (مجلس) البحر الأحمر، ويكون مقرها في محافظة جدة، وتضم مصر والسودان وإريتريا وجيبوتي واليمن والأردن؛ من أجل دحر كل مطمع وسد كل ثغرة، عندها يكون للمنظمة ميثاق تُجمع عليه الدول وتتوحد الكلمة. بوجود المنظمة (المجلس) وتبني المملكة لها بالإضافة إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربي يكون للمملكة استقرار إقليمي شرقي وغربي فتجتمع كلمة دول المنطقة. ومن ثم يمكن إنشاء قوة إقليمية موحدة على غرار درع الجزيرة؛ فتحفظ للمنطقة استقرارًا عسكريًا وردعًا لأي تهديد. وتكون ثمرة ذلك اتفاقيات اقتصادية تحقق للجميع فوائد متبادلة تستغل الفرص المهدرة والطاقات المعطلة؛ لتحقيق التبادل المنفعي. وبعد أن يؤتي المجلس ثماره على الصعيد الأمني والاقتصادي سوف يكسو البحر خضار الاستقرار والازدهار والأمان من بلد الأمان ذي الراية الخضراء؛ لذا فهو البحر الأخضر. Your browser does not support the video tag.