ينهار إنتاج النفط في فنزويلا بوتيرة متسارعة تعمّق الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد، الأمر الذي زاد من احتمالات إعلان الحكومة إفلاسها حيث انخفض الإنتاج بنسبة 11 ٪ في ديسمبر الماضي ليعود وينخفض خلال أقل من شهر بنسبة 29 ٪ وهو الانخفاض الأكثر حدة في التاريخ الحديث، ويعود السبب وراء هذا الانهيار التاريخي بحسب خبراء الطاقة إلى سوء الإدارة والفساد المحيط بشركة النفط الحكومية الفنزويلية ويفوق هذا الانخفاض انهيار الإنتاج النفطي العراقي إبان الحرب في العام 2003 أو انهيار الانتاج في الاتحاد السوفييتي في العام الذي انهار فيه الاتحاد. وصرّح ايفانان روميرو المدير السابق لشركة "بيتروليوس دي فنزويلا" الحكومية قائلاً: "لا يوجد في فنزويلا حرب أو إضراب تسببا في هذه الأزمة بل الفساد هو المسؤول وما تبقى من الصناعات النفطية في فنزويلا ينهار من تلقاء نفسه" مضيفاً بأن "النفط أمر بالغ الأهمية لاقتصاد فنزويلا حيث تشكل مبيعات البترول 95 ٪ من عائدات العملة الأجنبية للبلاد، لذا فإن انخفاض الإنتاج سيجعل من الصعب على الحكومة استيراد أي من مستلزماتها من الآلات الصناعية إلى الغذاء والدواء" . وتواجه فنزويلا أزمات اقتصادية على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث تقلص اقتصاد البلاد بنحو 40 ٪، وارتفع التضخم بنسبة 2،600 ٪ في العام الماضي وأغلق واحد من أربع مصانع أبوابه في البلاد وفقاً لبيانات الجمعية الصناعية في كاراكاس. يذكر أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم ب297.6 مليار برميل بينما تليها المملكة العربية السعودية ب267.91 مليار برميل. وذكرت تقارير لقناة CNN أن سحب أي أموال من البنوك الفنزويلية اليوم هو ضرب من المستحيل كما أن المحال التجارية في البلاد باتت خالية تماماً من أي مواد غذائية ما أدى إلى موجة غضب شعبية رافقتها حملات سرقة ومهاجمة لمحميات طبيعية وقتل للحيوانات للحصول على الغذاء وبالاضافة الى سوء التغذية انتشرت أمراض مثل الملاريا والدفتيريا كما لقى عدد من الشبان مصرعهم أثناء قيامهم بعمليات سرقة ونهب. ويتوقع مراقبون المزيد من الانهيار في الإنتاج النفطي لفنزويلا في المرحلة المقبلة كما تشكل العقوبات الأميركية التي طبقت على كاراكاس بسبب قمع المحتجين عامل منفر لمن بقي من المستثمرين الأجانب في البلاد إضافة الى أزمة ارتفاع نسبة الديون على كاراكاس بشكل غير مسبوق والتي أدت الى احتجاز ناقلة تحمل نفط فنزويلى فى جزيرة كوراساو الكاريبية بناء على طلب مجموعة من المستثمرين الذين يطالبون فنزويلا بدفعات بقيمة بقيمة 30 مليون دولار وقال ارتيوم تشين، محلل نفطي مقيم في اوسلو "إذا أصبحت شحنات النفط الفنزويلية عرضة للاستهداف لاسترداد الديون فإن هذا سيكون أسوأ سيناريو يواجه انتاج النفط في البلاد". Your browser does not support the video tag.