سجّل مهرجان تمور الأحساء المصنعة ( ويا التمر أحلى 2018 )، الذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع غرفة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مركز المعارض، سجلّ سابقة تعد الأولى على مستوى المملكة، حيث شهد نجاح أحد المصانع في تحويل التمر وتصنيعه إلى بودرة سكر طبيعي مع حفاظه على خواص التمرة الطبيعية، في خطوة اقتصادية وصحية غاية في الأهمية حيث من المنتظر أن يحل محل السكر الأبيض المكرر مع ما لهذا الجانب من فوائد صحية كبيرة على الإنسان، كما أنه من شأنه أن يمتص كميات هائلة من التمور الفائضة في الأحساء والمملكة. علي الياسين صاحب الفكرة والمصنّع للبودرة كشف ل(الرياض ) أنه ونظراً لوجود وفرة كبيرة في إنتاج التمر في الأحساء بدأ البحث عن طرق لامتصاص تلك الكميات الكبيرة من التمور، فوجدوا أن بودرة التمر هي التي تحل محل السكر المكرر الأبيض، فقاموا بعمليات تكرير على ثلاثة أنواع من التمر في المرحلة الأولى هي تمر الرزيز، والشيشي، وتمر الخلاص، فتم عرضها على أكثر من شركة خارج المملكة ولاقت إقبالاً جيداً من قبل الشركات، مستدركاً بوجود معوق يتمثل في عدم وفرة الإنتاج، حيث إن شركات الأغذية والألبان والحليب (لصناعة حليب الأطفال المجفف) تحتاج إلى كميات كبيرة جداً ويصعب بالنسبة له كمنتج أن يوفر تلك الكميات التي يحتاجها السوق في الوقت الراهن. وأشار الياسين إلى امتلاكه مختبراً في المصنع حيث يجري البحث عن أفكار جديدة ومنها بودرة التمر التي حظيت بإعجاب واستحسان من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية. وعن كمية الإنتاج أشار إلى أنه ينتج 400 كيلو غرام من بودرة السكر في اليوم، لافتاً إلى أن مصانع الأغذية تحتاج إلى أطنان في اليوم الواحد. وبين الياسين إلى أن تحويل التمر إلى بودرة يستغرق إلى 3 - 4 أيام حيث يمر التمر بمراحل عدة ومنها مرحلة البخار، ثم درجة حرارة عالية تصل إلى 200 درجة مئوية، ثم مرحلة فصل النوى، ثم مرحلة تبريد منخفضة جداً تصل إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر، ثم مرحلة التكسير ومنها إلى مرحلة البودرة، مؤكداً أن بودرة التمر طبيعية 100 % دون أي إضافات أو وجود موانع للتكلس (عدم الإذابة )، مبيناً أن هذا كله يستغرق إلى وقت طويل، مشيراً إلى أن 35 % من التمر التي تدخل للتصنيع يتم التخلص منها لتحولها إلى شوائب وقشور ونوى. وأشار إلى أن الفكرة بدأت بعد نهاية مهرجان العام الماضي للتمور المصنعة، كاشفاً عن أن صناعة هذه البودرة والأيدي العاملة التي توصلت لها تمت جميعها في الأحساء وبأيدٍ وطنية كاملة. وبين أنه اضطر لرمي أطنان من التمور خلال مراحل التجارب للوصول إلى هذا المنتج، وبين أن التمر أسرع الأنواع في إنتاجه وتحويله لبودرة، معزياً ذلك إلى أن أحادية السكر أعلى من أي نوع آخر، وهو أقل السكريات موجودة في الخلاص، ولذا فهو أسرع في التكسير، ولا يوجد فيه شوائب كثير، وأكد علي الياسين أن مشاركتهم في مهرجان تمور الأحساء المصنعة " الذي بات يعد مهرجاناً ناجحاً بكل المقاييس على المستوى المحلي والدولي "زوار المهرجان بدؤوا يحتسون الشاي والحليب بسكر التمر، وأكدوا أنه لا وجود لطعم التمر في السكر على الإطلاق. ثلاثة أنواع من التمور استُخلص منها بودرة السكر علي الياسين Your browser does not support the video tag.