القارئ المتفحّص لما تشهده المملكة من هيكلة اقتصادية كبيرة يجد هنالك توجهاً حكومياً كبيراً لتخفيف وطأة هذا الحراك على الفرد من خلال قنوات الدعم المباشرة التي تستهدف المواطن على وجه الخصوص. التفاعلية الاقتصادية المرنة للقيادة التي استطاعت الوقوف باتزان بين احتياج الاقتصاد الوطني للتغيير وتذليل المصاعب التي قد تلامس المواطنين جراء إجراءات إعادة الهيكلة الاقتصادية. حول ذلك قال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: يجب أن نشير إلى أهمية الأوامر الملكية في بعدها المجتمعي التي تعالج من خلاله انعكاسات ارتفاع كلفة المعيشة الناتجة عن الإصلاحات الاقتصادية وإعادة تسعير الطاقة، التي كانت عبارة عن حزمة مساعدات مباشرة ؛ للتخفيف عن كاهل الموطنين إضافة إلى أنها تؤكد قرب القيادة من الموطنين وتستمع لهم ولردود أفعالهم وتتجاوب أيضاً مع متطلباتهم المعيشية التي جعلتها محوراً لاهتمامها. وتابع بقوله: من أهم الأوامر الملكية التي صدرت مؤخراً إعادة العلاوة السنوية لعام 2018 وأعتقد أنها تمثل الشيء الكثير لموظفي القطاع الحكومي، لا سيمّا أن عودتها ستوفر دعماً مالياً مستداماً للمواطنين، بالإضافة إلى دفع الرواتب بحسب الأشهر الميلادية الذي سيغلق ملفاً كثر الجدل فيه، فربط الرواتب بالأشهر الميلادية يحقق فوائد متنوعة كالمواءمة بين مدفوعات الرواتب والأجور والإيرادات الحكومية والميزانية العامة. وأضاف توحيد إصدار فواتير الخدمات وجعلها في مواعيد مناسبة للمواطنين مالياً، وهو الأمر الذي سيعزز من آلية التنظيم المالي للفرد وترتيب مدفوعاته المالية. من جانبه قال الدكتور محمد بن دليم القحطاني -محلل اقتصادي وأكاديمي-: ما تشهده المملكة حالياً تعدّ حركة اقتصادية محفزّة للادّخار وتنظيماً للمصروفات على مستوى الأسر السعودية وتوجيهاً سليماً لإدارتها المالية، وهو الأمر الذي سيكون مساهماً بشكل كبير في مساعدة المواطنين على الترتيب المالي الصحيح للمصروفات. وأوضح الدكتور القحطاني أن التوجهات الاقتصادية الحديثة للمملكة ستكون أحد أكبر الأساسيات المساعدة لنشوء ثقافة الادخار للأفراد، فمن المفترض أن تكون نسبة الادخار من إجمالي دخل الفرد 15 %، وهنالك مقدرة فعلية للوصول إلى هذه النسبة من خلال التدرج في مراحل الادّخار بدءاً من 5 % ووصولاً لمرحلة ال 15 %، كما أن التغيير الأخير لمواعيد الرواتب للموظفين الحكوميين واعتمادها على التاريخ الميلادي سيكون محفزاً للاقتصاد الوطني من خلال مواءمته للحركة المالية العالمية على وجه العموم. فضل البوعينين د. محمد القحطاني Your browser does not support the video tag.