قوة الدولار تعكسها اليوم قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يحقق نتائج مميزة في مستويات البطالة، فقد بدأ العام الماضي 2017 بمستوى 4،7 % واختتمها بنسبة 4.1 % كأفضل معدلات البطالة يحققها الاقتصاد الأمريكي انخفاضا، واليورو بدأ العام 2017 بسعر 1،0582 مقابل الدولار واختتم العام 1،1944 أي ارتفاع لعام 2017 يقارب 13 %، مؤشر الداو الأمريكي يتجاوز مستويات 25 ألفا ولازال مستمرا حتى اليوم، البتكوين أخرج عملات رقمية جديدة، والتحذيرات مستمرة حول هذه العملة وأنها خدعة ولكنها لازالت مستمرة ودخلت مؤشرات بعض الأسواق، النفط يقترب من 70 دولارا «برنت الخفيف» ويتوقع أن يتماسك لفترة، فهل يصمد؟ الفائدة الأمريكية ترفع كل ربع سنة تقريبا، ومتوقع رفعها أيضا لعام 2018 أكثر من مرة، لمواجهة النمو والتضخم الأمريكي وكبح النمو حتى لا يكون هناك الأثر على الاقتصاد وأسواق المال التي يرى الكثير أنها تضخمت ووجب التصحيح ولكن لم يأت، فهل هم مخطؤون؟ الأسواق تصحح نفسها كما هو الاقتصاد. الاتحاد الأوروبي «اليورو» انخفضت البطالة لمستويات تقارب 9 % نزولا من مستويات تفوق 12 %، واليورو تصاعد سعره، وهذا له من الإيجابيات والسلبيات، ولكنه عكس مرحلة نمو وتحسن للاقتصاد الأوروبي الذي ظل يعاني أكثر من عقد من الزمن، ومتوقع أن يتحسن خلال 2018 ويتصاعد اليورو، مع وقف خطط التحفيز لشراء السندات. خطط التحفيز العالمية مستمرة ولكن ماهو الأثر حول ذلك؟ العالم يعاني من المديونية التي قدرت بنهاية عام 2017 التي قدرها معهد التمويل الدولي برقم يقارب 873 تريليون ريال «مايقارب 233 تريليون دولار وبنمو عن 2016 قارب 16 تريليون دولار». أرقام فلكية مخيفة لهذه المديونيات، وحين ننظر للاقتصاد الألماني الأقوى أوروبيا والأكثر نموا والأقل بطالة لديه مديونيات تفوق 5 تريليونات دولار. فالدول في سباق مع النمو وخفض البطالة وتستدين وتقترض لكي تحقق ذلك، وهذا جيد بل ومطلوب لكي يتحقق ذلك، خاصة حين يكون اقتصاد يحقق النمو ولا تذهب كاستهلاكات غير منتجة، ولكن المصاعب تكون لهذه الدول حين لا تحقق النمو الذي يفوق نمو القروض والتمويل كما يحدث في الاقتصاد اليوناني، مع أنه بدأ يتحسن. السؤال الأهم مديونيات تقارب 233 تريليون دولار كيف ستسدد؟ وهل ستسدد أصلا؟ ومستوى النمو لها لا يتوقف؟ أي ستقف كرة ثلج هذه الديون؟ Your browser does not support the video tag.