زفت لنا الأخبار اليومية والمتسارعة أن الدين الأمريكي أصبح الآن يتجاوز 13 تريليون دولار أمريكي أي مايقارب 49 تريليون ريال ، هذا الدين أصبح يشكل 92% من قيمة الناتج القومي ، وقد أرسل لي أحد الأصدقاء رابطاً مهماً يحسب الديون في العالم ومنها بلاد العم سام بالدقيقة والثانية وكأنة ساعة سكانية ، وحين نتحول لأوربا فان المديونيات أقل بكثير ولكن تظل في خانة « البليون « فاليونان تعاني مديونية تقارب 320 بليون دولار أو يورو فقد تقاربت الأسعار الان ، واليونان أكثر المتشبثين بعملة اليورو وأصبحت طوق نجاة لها ، في حين كانت على « الدراخما « لأصبحت الان في خبر كان وعملة مصيرها الانهيار ولا منقذ لها كما يحدث الان من دول الاتحاد الأوروبي التي ستضخ 750 بليون يورو لدعم العملة الأوروبية والأسوأ حالا الان هي ايرلندا التي تشكل نسبة عجز الموازنة ما يقارب 14.3% مقارنة باليونان التي تبلغ الان 13.6% ، وعجز الحساب الجاري في اليونان « غير الدين « 105 بلايين ، والبرتغال 66 بليونا ، وأسبانيا 320 بليونا ، وايطاليا 169 بليونا . حين نتحدث مثلا عن حجم الدين للحكومة الايطالية مثلا فهي الان تلامس 511 بليون دولار يمثل 20% من الناتج المحلي الفرنسي ، أما البنوك الأوروبية ستحتاج إلى تخصيص حوالي 123 مليار يورو مخصصات للديون السيئة « هذه بنوك فقط « في عام 2010، و105 مليارات في 2011، وذلك بالإضافة إلى 238 مليارا كان قد تم تخصيصها في 2007-2009. والحكومات الأوروبية ستحتاج إلى ما يقارب 900 بليون يورو لتمويل الانفاق الحكومي . وهذا يعني أن الحاجة للتمويل ستضع البنوك أكثر تشددا في الاقراض بفوائد أعلى أي مره أخرى ديون فوق ديون ، مما يضع أمامنا عالما هائلا من الديون . هذا موجز مختصر جدا لما يحدث بالولايات المتحدة وأوربا ولم نعرج على الدول الأسيوية أو غيرها ، ولكن السؤال الكثير الذي يطرحه ويتم سؤاله ، لماذا كل هذه المديونيات ؟ ومن هو الدائن ؟ وإلى متى ؟ أسئلة ليس من السهولة اختصارها هنا بمقالة ولكن سأجيب بقدر ما تابعت وقرأت وهي كم هائل من المعلومات والمتغيرات يصعب السيطرة عليها . أما لماذا المديونيات فهي لسببين برأي الرغبة في النمو السريع والمتسارع مما دفع للاقتراض على فرضية نمو اقتصادي لا يتوقف ولن تواجهه عقبات وان كل دولة بمعزل عن الأخرى وهذا بالطبع غير صحيح وخاطئ وثبت الان مساوئ ضخمة وستتضخم؟ من الدائن ، الجميع أي المودعون في البنوك لأن أموالهم يعاد اقراضها ، ومن اقترض يعيدها في حسابة بالبنك والبنك مرة أخرى يقرض أي المليون الواحد يقرض 5 و 10 مرات وكبرت معها الأموال وضعفت الاقتصاديات فظهرت الديون وانكشفت ، وأضيف الفساد المالي والاداري في البنوك وغيرها بمعناها الواسع ، إلى متى تستمر ؟ لن تحل بسنة أو سنتين أو طبع النقود أو قرارات سياسية ، بل نحتاج من جديد « نظام شامل « جديد تُدار به الاقتصاديات في هذا العالم ، وأن تنمو بمقدار ما لديها من مال ، وأن ينزع ويقضي على الفساد المالي والاداري ، والتشديد على صانعي القرار المالي والبنوك ، الحكاية كلها ليست معقدة أو صعبة فالخلل واضح أين والحلول أين ولكن لا يريدون لنعود للمربع الأول وهو « الإنسان « منبع كل الأخطاء ، فهل نغير الإنسان ، وفي النهاية الديون حين تصل إلى 1000 تريليون ماذا يطلق عليها ؟ حقيقة لا أعرف .