نشرت إحصاءات أمريكية مؤخرا عن نمو فرص العمل الجديدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لشهر مارس بارتفاع قارب 216 ألف وظيفة, أي بنسبة نمو قاربت 11% عن شهر فبراير, وهذا الرقم يعتبر كبيرا قياسا للفترات الماضية, وأيضا دعم كثيرا قوة ارتفاع الدولار مقارنة بالين الياباني خلال أسبوعين الماضيين, وأيضا أمام اليورو الأوروبي, هذا التحسن للدولار والاقتصاد الأمريكي ليس كافيا لخروج من الأزمة الكبرى للاقتصاد الأمريكي فما زالت البطالة تقارب 9%, وما زالت مستويات التصدير لم تضمن قوة النمو والتوظيف للمستويات الآمنة التي تضع الاقتصاد الأمريكي على المسار الصحيح, ولعل الأزمة اليابانية التي حدث ومفاعلها النووي نتيجة "التسونامي" ألقت بتأثيرها السلبي على الاقتصاد الياباني رغم القدرة السريعة على التعافي, ولكن سيكون هناك عبء اقتصادي كبير ومديونيات أكبر. ارتفاع النفط بما يفوق 100 دولار حتى الآن يضغط على كل تحسن يحدث للدولار الذي سيعني قوة الدولار قوة شراء أكبر أمام عملات ارتفعت بحدة كما هي الرممبي الصيني وبقية العملات في هذا العالم, ما زال مستوى التضخم كبيرا ومرتفعا لأسباب كثيرة, ولكنّ هناك عاملين أساسيين هما اللاعب الرئيسي ضعف الدولار وارتفاع النفط, وأصبح كل ما يستورد أو يتداول في هذا العالم من سلع مرتفعا بحدة يقضي على أي تحسن في مستويات الدخل, لا شك أن التحسن للاقتصاد الأمريكي إن قدر له أن يستمر بمزيد من الوظائف التي هي مقياس الخروج من الأزمة المالية والاستقرار في هذا الجانب, سيدعم اقتصاديات الدول, وسيزيد من قوة النمو الاقتصادي, وأيضا خفض للأسعار بشرط تراجع أسعار النفط لمستويات تقارب 80-90 دولارا وليس بسعر اليوم. وهذا ايضا سيلقي بظلاله على الأسواق المالية كما يلاحظ الآن من قراءة لمؤشرات الداو وناسداك الأمريكية, وهي تعني قوة وتحسن أداء الشركات في السوق الأمريكي والعالم. ضعف الدولار خلال المرحلة السابقة أتى بنفعه وقيمته للاقتصاد الأمريكي وما زال فلم ينته شيء, بل إن المحافظة على ضعف الدولار هو أحد طوق النجاة للاقتصاد الأمريكي الذي يتم معالجته بكل الوسائل الممكنة من سياسات مالية ونقدية, وحتى السياسية, المؤشرات اليوم تعتبر جيدة ومميزة لنمو اقتصادي جديد سيأتي, وله شروطة كما ذكرنا, وغالبا الأسواق المالية تكون هي السباقة في قراءة هذه المؤشرات فهي استباقية لا متأخرة, وهذا ما يفسر تحسن الأسواق في العالم رغم كل التقلبات السياسية التي تحدث. وهذا ما يبرر حالة التفاؤل متى استمر التوظيف وتراجع النفط وهي صعب معادلة يمكن خلق التوازن لها.