تشهد الدوحة هذه الأيام، إقامة بطولة "قطر اكسون موبيل" المفتوحة للتنس، بحضور أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، ومن بين المشاركين البالغ عددهم 25 لاعباً، الإسرائيلي دودي سيلا، في توجه اتخذه تنظيم الحمدين بعد أقل من شهر على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس، من دون أن تراعي الدوحة مشاعر المسلمين في أرجاء الأرض، وضاربةً بالسياسة العربية عرض الحائط، وهي السياسة التي ترفض مشاركة الإسرائيليين في أي لعبة رياضية. وتمثلت السياسة العربية جلياً في موقف السعودية الأخير، حين رفض الاتحاد السعودي للشطرنج منح اللاعبين الإسرائيليين تأشيرات دخول إلى المملكة، وحرمانهم من المشاركة في بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج، ولم يكن هذا بالأمر الجديد الذي تتخذه السعودية تجاه القضية الفلسطينية، بل هو امتداد لمواقف سابقة مشرفة كان فيها الموقف السعودي ثابتاً لم يتغير، ففي عام 2015 رفض الاتحاد السعودي لكرة القدم مواجهة منتخب فلسطين في الملاعب الفلسطينية لأنه عبوره سيكون عبر المنافذ التي تشرف عليها اسرائيل، وظل متمسكاً بموقفه حتى قرر الاتحاد الدولي "الفيفا"، نقل المباراة إلى الأردن. مواقف الرياضة السعودية، تنطلق من موقف حكومة خادم الحرمين والتي كانت ومازالت داعمة للقضية الفلسطينية على الرغم من الشائعات التي انتشرت قبل انطلاق بطولة الملك سلمان الدولية للشطرنج، عن السماح للاعبين الإسرائيليين الدخول للسعودية، ورفع علم الكيان الصهيوني ضمن الدول المشاركة، لكنها لم تعدُ إلا مجرد شائعات تم بثها وإذاعتها من دول، تخصصت ببث هذه الأخبار الكاذبة من خلال قنواتها الرسمية، وإعلامها المنحدر مهنياً وأخلاقياً، وأما الحقيقة فقد جاءت على أرض الواقع، ببداية البطولة التي انتهت من دون أي مشاركة إسرائيلية. مشاركة دودي سيلا في بطولة قطر الأخيرة، لم يكن هو التعاون الأول رياضياً بين الدولتين، ففي أكتوبر عام 2016 ارتفع العلم الإسرائيلي في الدوحة، إعلانا ببدء بطولة العالم للدراجات، بمشاركة فريق إسرائيلي تجول لاعبوه على كامل قطر بالدراجات الهوائية. وفي أبريل عام 2016، شارك المنتخب الإسرائيلي لكرة الطائرة الشاطئية، في البطولة الدولية بالدوحة، ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف" العبرية فإن قطر منحت تأشيرات دخول لأفراد المنتخب الإسرائيلي كافة، ومنحت تأشيرات دخول لضباط أمن إسرائيليين ليكونوا مشرفين على حماية المنتخب الإسرائيلي في الأراضي القطرية، وقالت الصحيفة آنذاك:" لقد رحبت قطر بدخول المنتخب الإسرائيلي، ومنحتهم تأشيرات الدخول خفية حتى لا تثير ضجيج الخليجيين" . ومشاركة الإسرائيلي سيلا الأخيرة في بطولة قطر المفتوحة للتنس، ليست هي المشاركة الأولى للاعبين إسرائيليين في البطولة، ففي عام 2008 سجلت شاهار بير لاعبة التنس الإسرائيلية، نفسها كأول المشاركين في بطولة قطر المفتوحة للتنس، حين تواجدت في البطولة ممثلة عن إسرائيل، وهي التي حرمت في العام الذي أعقبه من المشاركة في بطولة "سوني إريكسون" العالمية للتنس، بعد أن رفضت حكومة دبي منحها تأشيرة الدخول للأراضي الإماراتية. ويبقى هذا موقف الترحيب بمشاركة اللاعبين الإسرائيليين، غير مرحب به على صعيد الشعب القطري، الذي أعلن رفضه لمثل هذه البطولات، ففي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن عدد كبير من المغردين القطريين رفضهم لوجود أي لاعب إسرائيلي في البطولات على الأراضي القطرية. الدراجات الإسرائيلية تجولت في الأراضي القطرية تميم بن حمد وناصر الخليفي أثناء منافسات بطولة قطر للتنس Your browser does not support the video tag.