أتّم النادي الأهلي قبل أيام قليلة تعاقده مع المهاجم المصري مؤمن زكريا بالإعارة حتى نهاية الموسم بصفقة تكفلت هيئة الرياضة بقيمتها المادية وفي رواية أخرى أن رئيس الهيئة كان له دور في تقريب وجهات النظر بين ناديي الأهلي القاهري وأهلي جدة ، في سابقة فريدة من نوعها على مستوى كرة القدم السعودية. هذا التعاقد تبعه إعلان مباشر من رئيس نادي النصر سلمان المالك أن هيئة الرياضة ستتكفل بإحضار مهاجم أجنبي للنادي العاصمي خلال الأيام المقبلة، ليتبع ذلك سيل من التساؤلات من مشجعي الأندية الأخرى عن ما إذا كانت الهيئة ستكرر ذلك مع أنديتها أم لا ؟ المشكلة ليست في الدعم المادي لأن الهيئة هي مظلة هذه الأندية التي تعود في الأساس ملكيتها للدولة، لكن المشكلة في أن يكون هذا الدعم على شكل تعاقدات لأن الهيئة بالملفات المهمة التي تشغلها وعلى رأسها تجهيز "الأخضر" للمونديال، يصعب أن تبادر بإحضار لاعبين لكثير من الأندية وهذا يخل بعدالة المنافسة لأن معظم أنديتنا لن تكون جودة اختيار أجانبها أو معدل صرفها في تعاقداتها الأجنبية كما فعلت هيئة الرياضة مع أندية أخرى. التفرقة هنا لن تكون فحسب بين نادٍ تكفلت الهيئة بقيمة تعاقده مع لاعب وبين نادٍ لم يحظى بذلك، بل ستكون حتى على مستوى الأندية التي تكفلت الهيئة بقيمة تعاقداتها لأن نسبة نجاح اللاعب وقيمته الفنية ومركزه واحتياجه تختلف من فريق لآخر وهذه أمور يصعب ضبطها وتحقيق المساواة فيها، وفي وسط رياضي شريحة ليست بالقليلة من منتسبيه يُغلبون في أحكامهم العاطفة ستبقى هذه النقطة مثار جدل بين الجماهير وستفتح باباً للمقارنات بين جودة اللاعبين ومستوى الدعم والاهتمام بفريق من دون آخر، لذلك كان منوطا بالهيئة تفادي ذلك بتوجيه الدعم لخانات أهم. رئيس الهيئة سبق وأن أعلن في مرات عديدة أن كل إدارة ستتحمل تركتها من الديون والمشاكل المالية، فإذا تعذر توجيه دعم الهيئة لهذه الخانة وهي الأهم برأيي، فهناك مجالات يمكن توجيه هذا الدعم لها كالفئات السنية أو الألعاب المختلفة وهذا الأمر سيحقق نسبة مساواة أعلى بين الأندية وسيسهل مهمة دعم الهيئة للأندية وستكون فوائده أكبر في المستقبل لأندية معظمها يعاني من التركيز على فريق كرة القدم الأول ويهمل باقي الألعاب وفي المقابل لا يحقق نجاحا رياضيا ملموسا فتكون خسائره مزدوجة. السطر الأخير هيئة الرياضة تقف على مسافة واحدة من الجميع، لكن إعلان الدعم لبعض الأندية وعدم إعلانه مع البعض الآخر مثار للجدل، تعودنا من هيئة الرياضة الشفافية في كثير من الأمور وننتظره منها في هذا الملف أيضا، فإعلان الدعم الذي يحظى به كل نادٍ هو السبيل لوضع حد للتكهنات والبلبلة التي هي آخر ما نحتاجه في الوقت الآني. Your browser does not support the video tag.