عاد الهلال ليقلق أنصاره أمام الفيصلي ويواصل أهدار النقاط وإظهار عجزه الهجومي على الرغم من عودة المصابين لاعبي الوسط نيكولاس ميليسي والمدافع محمد البريك؛ وهي العودة التي لم تضف للفريق كثيرًا، ربما لحاجتهما لمزيد من الوقت لاستعادة مستواهما، أو ربما لأن غيابهما لم يكن هو السبب في اختفاء الهلال في الفترة الماضية كما سبق وأن ذكرت في مقالٍ سابق. بعيدًا عن التشخيص الفني المعقد لحال الهلال، الفريق يعاني هجوميًا بسبب غياب الأدوات القادرة على صنع الخطورة الهجومية الحقيقية وتهيئة الفرص التهديفية الكافية للمهاجمين، والكثير من الاستحواذ والعشرات من التمريرات الروتينية في عرض الملعب وأطرافه وعشرات الكرات العرضية العبثية والكرات الثابتة والضربات الركنية التي تضيع هباءً بسبب سوء التنفيذ ورتابته وعدم القدرة على اختراق العمق سوى في حالات نادرة هي مشكلة الهلال الأولى التي جعلته على الرغم من صدارته متساويًا مع التعاون صاحب المركز السابع في عدد الأهداف ومتأخرًا عن ملاحقيه على الصدارة الأهلي والنصر والفيصلي. الفارق النقطي بين الهلال ومنافسه على الصدارة الأهلي تقلص، وسيزداد تقلصًا ويتلاشى إذا لم تتمكن إدارة الهلال ومدربه من جلب صانع ألعاب متمكن يملك الحلول الهجومية المتعددة في وسط الهلال والقدرة على صناعة فرصة الهدف من نوع "أنت وضميرك" أسوة بما يفعله كارلوس فيلانويفا مع الاتحاد، وجهاد الحسين مع التعاون، وروجيريو كوتينو مع الفيصلي، إضافة إلى ضرورة أن يكون مجيدًا للكرات الثابتة التي لا يستفيد الفريق منها إطلاقًا، على الرغم من أنها سلاح مهم يحتاجه الهلال أكثر من غيره في ظل جنوح معظم الفرق التي يواجهها محليًا وقاريًا لإغلاق المناطق الدفاعية بأكبر عدد ممكن من اللاعبين. جميع لاعبي الوسط باستثناء الغائب للإصابة كارلوس إدواردو يؤدون أدوارًا متشابهة، وكلهم قادرون على تحقيق الاستحواذ، لكنهم عاجزون عن صناعة الهيبة الهجومية المطلوبة، وعاجزون عن ابتكار الحلول القادرة على كسر الحصون الدفاعية التي أصبح يتقنها معظم خصوم الهلال ويعمقون بها معاناته التهديفية، والمشكلة أن دياز لم يستطع أن يصل لحلول أخرى الأدوات ذاتها العاجزة، ولم يعمل على منح الفرصة الكافية للاعبين آخرين كالشاب ناصر الدوسري، بل مازال يصر على مشاركة لاعبين منهكين أو متشبعين "ضمنوا الخانة" أو أقنعوا أنفسهم أنهم يلعبون متحاملين على إصاباتهم!. صانع الألعاب الأجنبي المتمكن سيحل كثيرًا من مشاكل الهلال الحالية، خصوصاً مع عودة المصابين وقدوم مدرب اللياقة الجديد الذي يأمل الهلاليون أن يصلح ما أفسده سلفه غير المأسوف عليه، والمفترض أن يكون أمر صانع الألعاب ربما حسم قبل فتح فترة التسجيل في الرابع من يناير، ليكون جاهزًا لمشاركة الهلال بعد مواجهة هجر في ظل الحاجة الماسة لتعويض غياب إدواردو، لكن يبدو أننا أمام تأخير ربما يكلف الهلال خسارة المزيد من النقاط التي قد يدفع ثمن خسارتها غاليًا في حسابات الدوري. Your browser does not support the video tag.