ياسينث: "من الصعب أن تجد القائد العظيم بحق، ومن العسير أن تصاحبه ومن المستحيل أن تنساه". ولكن ما هي السلوكيات والخصال المطلوبة للنجاح قياديا وإداريا؟ في مقالة منشورة بتاريخ 23 / 12 / 2017م يقترح ماركيل ستشوانتيس عدداً من الإستراتيجيات المطلوبة لمعرفة قادة المستقبل الناجحين ومنها: أولا: النجاح كفريق: من أهم الأمور التي يغفل عنها الكثير من القادة هو التركيز على النجاح الفردي ونسيان نجاح الفريق أو المنظمة، ومن البديهي القول إن نجاح القائد مرتبط بمدى قدرته على دفع الفريق كاملاً للنجاح عبر تسخير إمكانات جميع الأفراد واستغلالها بالشكل الصحيح، وأذكر مرة في حفل عشاء خاص مع نائب رئيس شركة نيسان عندما قال لي: "يتغني الناس بكارلوس غصن رئيس نيسان ونجاحه في إعادة الشركة للأرباح بعد الخسائر الكبيرة وينسى الكثيرون أن كارلوس لم يستطع فعل ذلك دونما فريق عمل مميز حقق معه تلك الإنجازات، وأؤمن شخصيا بأن القائد أو المدير الناجح من يمتلك موظفين يتفوقون عليه في قدراتهم وإمكانياتهم! ثانيا: المدير في أسفل الهرم الإداري: بينما تضع الهياكل التنظيمية المدير على رأس هرم يقبع في أسفله الموظفون العاديون، يؤمن جون دوناهوئي الرئيس التنفيذي السابق لموقع ebay بأن الهرم يجب أن يكون معكوسا، نعم ففي وجهة نظره الزبائن هم في قمة الهرم المعكوس ويليهم الموظفون العاديون الذين يتعاملون ويواجهون الزبائن ومهمة الإدارة في أسفل الهرم هي تقديم الدعم اللازم وضمان نجاح هؤلاء الموظفين في خدمة وإرضاء الزبائن الجالسين على قمة الهرم، وباختصار مهمة المدير عدم تعطيل العمل وتوفير البيئة والظروف لنجاح موظفيه! ثالثا: وقت الإبداع والتعلم: يخصص عدد من الشركات أوقاتاً لاستضافة محاضرين لتثقيف موظفيها كما حصل مع الكاتب في إلقاء محاضرات ثقافية عامة عن المملكة بشركات يابانية مثل تويوتا ودينسو، وتخصص شركة غوغل 20 % من وقت موظفيها كوقت حر للموظف ليتعلم ويفكر ويبدع في أي مجال يمكن أن يخدم ويفيد شركة غوغل. ورغم اعتراض المستثمرين في البدايات إلا أن إدارة الشركة أثبتت نجاحها عندما أسهمت هذه الأوقات في تنويع منتجات الشركة ومصادر دخلها عبر أفكار جديدة وقتها مثل الجي ميل وغيرها. تطبيق أفكار مثل هذه تحتاج شجاعة كبيرة من الإدارة ولكنه استثمار يستحق المجازفة ولو بخمسة بالمئة من وقت الموظفين في البداية مع ضمان المتابعة ومراقبة الأداء. وختاما، فلاشك أن دور القائد مهم ومؤثر في نجاح المنظومة. ففرق عالمية كبرى يتأثر أداؤها بشكل حاد بتغير المدرب. ورغم وجود صفوة اللاعبين في العالم فلا يمكن للفريق أن يبدع ما لم يجد قائداً يستطيع قراءة الظروف واستخدام الموارد بأفضل طريقة. وتكفي كلمات أبي الإدارة السيد بيتر داركر: "يستقيل الموظفون الجيدون عندما تكون الإدارة سيئة ويستقيل الموظفون السيئون عندما تكون الإدارة جيدة".