يتخوف الشعب الإيراني من المستقبل في ظل الإستراتيجية العالمية الجديدة ضد سلوك طهران الخارجي حيث وصفت السنوات الثلاثة الأخيرة بأنها الأفضل اقتصادياً لإيران بسبب توقيع الاتفاق النووي ورفع جزء من العقوبات عن طهران إلا أن رغم هذا المتنفس الذي عاشته البلاد منذ ال2015 لم تشعر طبقة كبيرة من الشعب الإيراني بأي انفراجة اقتصادية بل أخذت الأوضاع المالية للشعب تزداد سوءاً في ظل عقوبات جديدة وغير مسبوقة بدأت تلوح في الأفق إضافة إلى استحواذ قيادات النظام على أكثر من ثلث مقدرات البلاد وتشغيلها و استثمارها في المغامرات الخارجية لنظام الملالي. وقالت وكالات أنباء غربية أن آلاف المتظاهرين في مدينة مشهد الشمالية الشرقية إضافة إلى مدن إيرانية أخرى خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأولية كالخبز والبيض بنسبة 40 بالمئة. ونقلت وكالة اسنا الإيرانية عن حاكم مدينة مشهد "محمد رحيم نوروزيان" قوله أن المخربين (المتظاهرين) حاولوا الاعتداء على المرافق العامة والتجمع بشكل غير قانوني لذلك تم اعتقال عدد منهم. وعلى الرغم من الطابع الاقتصادي الذي بدأت بسببه المظاهرات إلا أنها سرعان ما أخذت طابعاً سياسياً فبدأ المتظاهرين يهتفون "الموت لروحاني" وشعارات أخرى طالبت الحكومة الإيرانية بالالتفات إلى معاناة الشعب و الكف عن الحروب العبثية في الخارج إذ هتفوا "فكر بنا واترك سوريا" و"لا غزة ولا لبنان ، حياتي كلها لإيران". وعلى الرغم من أن روحاني يقدّم "الاتفاق النووي" على أنه أهم انجازاته التي حققت للبلاد انفراجة اقتصادية يرى الشعب الإيراني أن الفساد وسوء الإدارة لم تدع مجالاً للشعب ليشعر بأن العقوبات قد رفعت حيث ارتفعت نسبة البطالة بمقدار 12.4 منذ توقيع الاتفاق بأكثر من 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران.