أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد توقيع سبع مذكرات تفاهم مع روما، خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي طهران أمس، أن إيطاليا قادرة على استعادة موقعها شريكاً تجارياً أول لإيران في الاتحاد الأوروبي. زيارة رينزي هي الأولى لرئيس حكومة واحدة من الدول الكبرى في الاتحاد، منذ إبرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الست في تموز (يوليو) الماضي. وحظي رينزي الذي يرافقه وفد ضخم يضمّ 250 شخصاً، من ساسة ورجال أعمال، باستقبال حافل من روحاني في قصر سعد آباد شمال طهران. وكان الرئيس الإيراني زار روما في كانون الثاني (يناير) الماضي، في رحلته الأولى إلى بلد من الاتحاد الأوروبي، منذ توقيع الاتفاق النووي. وقبل فرض العقوبات على إيران، كانت إيطاليا شريكها الاقتصادي والتجاري الأول بين دول الاتحاد، اذ بلغت قيمة مبادلاتهما 7 بلايين يورو، لكنها تراجعت إلى 1.6 بليون. ووقّع الإيرانيون والإيطاليون خلال زيارة روحاني عقوداً تجارية قيمتها 17 بليون يورو، خصوصاً في التنقيب عن النفط وتشييد السفن والنقل. وحضر روحاني ورينزي توقيع 7 مذكرات تفاهم بين طهرانوروما، تشمل القطاع الثقافي والسياحي، وإنتاج الطاقات المتجددة، والتعاون في سكك الحديد، وبين شركة صادرات الغاز الإيراني وشركة «إيني» الإيطالية، وبين شركة المطارات الإيرانية والإيطالية لتطوير مطار مهرآباد في طهران. إضافة إلى مذكرتَي تفاهم للتعاون في صناعة السيارات وفي إقامة المعارض. وأعلنت وكالة ائتمان الصادرات الإيطالية تقديم تسهيلات ائتمانية وضمانات مالية، بنحو 4.8 بليون يورو، لاستئناف صادراتها إلى إيران. وقال روحاني إن «لإيطاليا مكانة خاصة لدى الشعب الإيراني، وشركاتها وصناعاتها كانت موضع ترحيب دوماً في ايران»، مضيفاً: «إيطاليا صديقة قديمة وجديرة لإيران، اتخذت مواقف اكثر اعتدالاً من دول أخرى خلال فترة فرض العقوبات على ايران». وتابع خلال مؤتمر صحافي مع رينزي: «على رغم أن إيطاليا لم تكن من الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، لكنها أدت دورها بنجاح، بعد اختيار السيدة فيديريكا موغيريني» وزيرة للخارجية في الاتحاد الأوروبي. وشدد على ان طهران «تولي أهمية فائقة لعلاقاتها» مع روما، وزاد: «إيطاليا رائدة بين دول الاتحاد الأوروبي في تطوير علاقاتها مع ايران. وقبل فرض العقوبات، كانت الشريك التجاري الأول لإيران في الاتحاد، ويمكنها الآن أيضاً استعادة موقعها مجدداً». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى رينزي قوله إن «المرحلة الجديدة من العلاقات الثنائية تمثّل ذروة تاريخية»، معتبراً أن «الماضي الإيجابي لهذه العلاقات يشكّل أساساً مؤثراً لمزيد من الارتقاء فيها». ودعا إلى «مأسسة العلاقات التجارية والاقتصادية» بين البلدين، مستدركاً ان تعزيزه «يحتاج إلى مؤسسات، بينها مصارف لتقديم خطوط ائتمان». وأشار إلى «مواقف متقاربة للبلدين في مجال حقوق الإنسان وصونه». تزامنت زيارة رينزي طهران مع إعلان الاتحاد الأوروبي تمديد عقوباته على 82 مسؤولاً إيرانياً، إلى 13 نيسان (أبريل) 2017، «بسبب وضع حقوق الإنسان في ايران». ويجدّد الاتحاد بذلك عقوبات مُطبقة منذ عام 2011، جمّدت نشاطات إيرانيين بسبب «انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان» في بلادهم. في غضون ذلك، أكد ديمتري روغوزين، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده بدأت تسليم إيران منظومة صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز «أس - 300». وأضاف أن طهران ستُسقط دعوى رفعتها على موسكو أمام محكمة التحكيم في جنيف، اذ طالبتها بأربعة بلايين دولار تعويضات عن وقف الصفقة عام 2010.