مواليد السعودية يشكلون جزءًا مهماً في النسيج الاجتماعي لوطن كبير احتضن المقيمين منذ عقود، يتعلمون في مدارسها مجاناً وتظل علاقتهم بهذا الوطن طوال حياتهم خصوصاً وهو مهبط الرسالة والبلد الوحيد الذي ظلت العقيدة فيه صافية نقية لا يعبد فيه من دون الله غيره، ويضم الحرمين الشريفين. حين أعلن رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ توجهًا نحو الاهتمام بمواليد المملكة، وإمكانية الاستفادة من الموهوبين منهم لم يكن الهدف رياضياً فحسب؛ بل كذلك إشعارهم بأهميتهم، ومنح الفرصة للآلاف منهم لخوض تجارب تحت إشراف خبراء رياضيين يقود لاستفادة الأندية في درجاتها المختلفة من المميز منهم، وكذلك المنتخبات السعودية ليكونوا دعامات للكرة في البلاد. تابعت أخبار برامج اكتشاف المواهب في مناطق الرياض ومكة المكرمة وجازان وكذلك الأحساء، أكثر من ثمانية آلاف لاعب من 20 جنسية خضعوا لاختبارات، المحصلة النهائية 30 موهوباً يواصلون التدريبات في الرياض واختير منهم ستة سيمثلون "الأخضر" في كأس الخليج بالكويت. أتساءل كيف سيتحول هؤلاء للأندية وهل سيستفيد اتحاد الكرة مالياً من كونه مكتشفهم بتوقيع عقود معهم قبل توقيعهم للأندية عبر آلية واضحة وعادلة؟!. اهتمام هيئة الرياضة ودعمها اللا محدود بهذا المشروع التاريخي تقودني لفكرة الاستفادة من المدارس ودعم الرياضة المدرسية المكتظة بمواليد السعودية، كثيرة هي المدارس التي تتجاوز نسبة غير السعوديين 80 بالمئة، البطولات التي تنظم في مكاتب التعليم وعلى مستوى إداراتها ضعيفة وبعيدة عن الأنظار، في ظل وجود دعم واهتمام رأس هرم الرياضة من الممكن تطوير بطولات الرياضة المدرسية والاستعانة بمعلمي التربية البدنية ممن لديهم ملكة اكتشاف الموهبة تحت قيادة خبراء كرة القدم ومنحهم حوافز، ويندرج على لألعاب المختلفة، مؤشر نجاح المشروع اتضح باكرًا في اختيار نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ومدير المنتخبات السنية بعد أن كان برنامج اكتشاف مواهب مواليد السعودية آخر محطاتهما. مدارسنا كنز يحتاج خطة عمل واضحة لاكتشاف مواهب دون 18 سنة في كل الألعاب، ومن المهم تعاضد هيئة الرياضة مع وزارة التعليم في ظل غياب فاعلية ما يسمى اتحاد الرياضة المدرسية.