في برنامج صاحبة السعادة الشهير الذي يبث يومي الإثنين والثلاثاء على قناة سي بي سي وتقدمه الممثلة والكاتبة والمنتجة والمذيعة المتألقة إسعاد يونس.. يتحول الإستديو إلى جلسة رائعة بسيطة تشعر وأنت تشاهد أنك شريك في المكان وتشارك في الحوار.. وتستمتع أنك أنت صاحب السعادة وهو أيضاً والضيف صاحب السعادة وإسعاد التي تصل إلى كل القلوب صاحبة السعادة.. تجيد أصول الحوار.. وتحترم الضيف ولا تقاطعه أو تعتدي على حقه في الإجابة.. استضافت فنانين وأناساً عاديين وحرفيين وأطباء ومشاهير وبسطاء يقفون على الأرصفة.. تستمتع بذكريات الضيوف وبحقب إنسانية عاشوا فيها.. وشكّلت تاريخاً في الحياة الإنسانية، نساء ورجالاً وأطفالاً أصبحوا الآن رجالاً! تنحاز إسعاد بقوة لمصر.. حيث تستضيف الحرفيين وحلقات تعرض فيها أشهر المطاعم وأصحابها تتذوق وتناقش في إعلان لهؤلاء وبالذات أصحاب العربات المتجولين.. بابتسامة جميلة وأسلوب إنساني لا يتعالى على الفقير ويقترب من الغني، فكل الضيوف في الاستديو يتساوون! إسعاد التي غيرت طريقها أو لنقل "الكرير" بدأت مذيعة في إذاعة الشرق الأوسط التي تميزت بالبرامج القصيرة والأصوات المبهرة وأشهرها إيناس جوهر ثم تحولت لممثلة جميلة وكوميدية في المسرح والتلفزيون والسينما ولعل الناس لا ينسون مسلسل بكيزة وزغلول.. ثم منتجة وكاتبة صحفية مميزة.. هذه الشراكة الكاملة في كل هذه المهن رغم تعددها لم تطغَ على الأخرى لكن بعد تراجع السينما توجهت إلى التليفزيون كمذيعة رائعة استطاعت أن تقدم برنامجاً مبهراً تجتمع عليه المشاهدة بنسب عالية جداً ويتقدم البرامج التي تفوز في المهرجانات.. إعداد رائع وفريق عمل يبحث جيداً عن الجديد.. ومذيعة تفهم ما تقدمه.. أنيقة لغة وأسلوباً ومظهراً.. وهو من البرامج القليلة التي يمكن أن تشاهدها وتشعر أنك معهم وسعيد بالمتابعة..! في الحلقات الأخيرة استضافت أبطال الكرتون ولأول مرة أعرف أن كابتن ماجد سيدة.. وأن الممثلة السورية أمل سعد الدين هي المحقق كونان.. استعاد الشباب طفولتهم.. أما حلقة الدكتور العالمي جراح القلب مجدي يعقوب فكانت حلقة خيالية لعبقري لا يزال يعيش معنا أمضى حياته يساعد الأطفال لأن يعيشوا طفولتهم وعاد بعد تقاعده لبلده ليؤسس مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان والذي يعالج أطفالاً وكباراً من كل أنحاء العالم مجاناً على أحدث الطرق العالمية.. عكس مجدي يعقوب نظرية أن العالم مهذب منخفض الصوت ينسب كل ما يقوم به للفريق وليس لنفسه. ما جعلني أكتب عن إسعاد أنها لم تتنازل عن حسها الكوميدي لأنها كوميديانة بالفطرة ففي إحدى الحلقات قالت: إنني لم أفهم حتى الآن لماذا الناس يشغلون نفسهم بالواتس أب.. بدلاً من انشغالهم بما يفيد.. تستيقظ من النوم فتجد مصر كلها تصبح على بعض.. والأمر في الحقيقة ليس في مصر فقط.. فنحن هنا نصبح على بعض.. فعندما تستيقظ من النوم تصاب بالهلع لكثر الرسائل على جوالك وكلها تصبح عليك القريب والبعيد.. حتى من صادفتهم مرة في الحياة أو التقيتهم مرة ستجد أن الكل بيصبح.. بالنسبة لي أمسح فوراً لكن المشكلة أن الأمر لم يعد يقتصر على الصباح.. فالمساء لم ينسَ "مساء الورد والإحساس والطيبة".. طيب وبعدين إيش المناسبة ما شفتيني من سنين تمسي ليه.. وإيش الفضاوة دي عند البشر.. وإيش يعني ترسل رسالة جماعية.. ارحمونا.. الحظر مسح نصف الأرقام والبقية في الطريق!!