«حين تثير امرأة «حقد» بقية النساء»... هذه بعض من عبارات تستحق الذكر لمناسبة يوم المرأة العالمي. عبارات نطقتها إعلامية شهيرة على شاشة التلفزيون ونبهتنا إليها صديقة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، فشكراً لها إذ لولاها لما حصل لنا الشرف بالتعرف الى البرنامج ومقدمته. برنامج «مع منى الشاذلي» الذي عرض قبل أيام على محطة «سي بي سي»، التقى الممثلة نيللي كريم ومحمد ممدوح شريكها في بطولة «بشتري راجل»، الفيلم الكوميدي الناجح جداً وفق المذيعة. قبل اللقاء، استضافت المذيعة فريق كرة الطائرة للشابات المصريات الفائز ببطولة أفريقيا. وتبيّن من الحوار أن بعض نتائج الفوز تهافت العرسان في طوابير لتلك الفتيات الجميلات والبطلات! لكنّ واحدة منهن لفتت نظر المذيعة بجمالها، فتوجهت نحوها بالسؤال عن ردود فعل المحيط بفوز فريقها مع التعليق: «أنت بالذات كان العرسان قد كده عشانك». وإضافة الى أوصاف أخرى في حديث المقدمة عن فقرة «محترمة جداً» (السؤال ما دخل الاحترام هنا، فأي فقرة في برنامج منوعات يمكن لها أن تكون مثيرة للإعجاب، للدهشة، للنفور... أما للاحترام؟!)، ترددت عبارات مهينة بحق البطل محمد ممدوح من نوع «تخيل تبقى أنت رمز للرومانسية؟»، وأنه غيّر مواصفات رجل الأحلام في السينما في اشارة إلى شكله! فيما ذهب كل المديح المبالغ به لنيللي كريم، مبالغة تتنافى والحد الأدنى من الموضوعية التي يجب أن يكون عليها مقدم برامج الحوار. ثمّ، بعدها جاءت تعليقات للمذيعة تعبر عن مثال مفجع على رأي المرأة بالمرأة. تعليقات يمكن لها أن تكون سارية في الحياة العادية ومتداولة بين النساء ولكن أن تتلفظ بها إعلامية في برنامج وأمام الناس فهذا ما يثير حفيظة حتى من لا يحمل هذه البرامج وما يقال فيها على محمل الجد. لنغضّ النظر عن جمل مثل «نيللي كريم نجمة مصرية تتأكد بسهولة أنها يمكن أن تتحط في فيلم عالمي وحا تمشي في السياق (أي سياق؟) بدون مطبات»، لكنّ القول، إن الممثلة هي «بجد نجمة عالمية وهذا لا يمنع أبداً أن كل الستات اللي شافوا الفيلم بيحقدوا عليها حقد» (مع التشديد حين لفظ حقد)، فهذا ما يصعب غض النظر عنه. التساؤل عن لماذا كونها نجمة عالمية عليه ان يمنع حقد الأخريات عليها غير مهم، المهم هو تأكيد حقد المرأة تجاه أنوثة وجمال ورشاقة وأناقة امرأة أخرى! لم يتوقف الأمر على «الحقد» فنيللي كريم برأي المذيعة «تستفزّ أي ست من سن 20 إلى 60» و «كل الستات بيتضايقوا منها بسبب اللوك الفظيع لها»! حسناً، طالما أن المذيعة شملت نفسها معنا نحن النساء بكل هذه المشاعر»النبيلة» حين قدمت هي «بكل الحقد»، كما قالت مشددة: «الرائعة» نيللي كريم للجمهور! وكل عام والستات المستفَزات والحاقدات والمتضايقات واللواتي يثرن حقدهن واستفزازهن وضيقهن بخير!