إنَّ الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز "حَفِظه الله" مناسبةٌ غاليةٌ على بلادنا وعلى قلوب جميع أبناء الوطن، إذ تأتي هذه المناسبة ونحن ننعم في بلادنا بالأمن والأمان والتقدم والازدهار بفضل الله عزَّ وجل أولاً، ثم بفضل التلاحم والترابط بين الشعب السعوديِّ الوفيِّ الأصيل والقيادة الرشيدة، وهكذا فإنَّ مناسبة ذكرى البيعة الثالثة تمرُّ على كل مواطنٍ سعوديٍّ وهو يفخر بملكٍ مُحبٍّ للخير، يمدُّ يده لكل مواطن، ويعطف على الصغير والكبير على حدٍّ سواء. ففي عهده الميمون، وضع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز "حَفِظَه الله"، بلادنا الغالية في مسارٍ متقدمٍ من التنمية والازدهار، وأرسى تحولاً هائلاً في مختلف المجالات التي تنعكس خيراً ونماءً وعطاءً للأجيال في المستقبل، وهو عهدٌ جديرٌ بأن يأخذ حيزاً واسعاً في كتابة التاريخ بما شهده من حزمٍ وحسمٍ وتطورٍ وتنميةٍ شاملةٍ ومستدامة، انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطنيِّ 2020 اللذين يفجران الطاقات ويعيدان اكتشاف القدرات وتأهيل الموارد البشرية والطبيعية لاستحقاقات المستقبل وما يتطلبه من ارتفاعٍ في مستويات الأداء والكفاءة العملية والعلمية. في هذا العهد الزاهر كثير من التحولات والبصمات التنموية التي تجعل المملكة أكثر تنافسيَّة وقدرة على مواكبة تحديات الحاضر والمستقبل، وبناء الوطن على أُسسٍ جديدةٍ وأرضية أكثر صلابة، حيث نشهد نمواً وتطوراً في قطاعات حيوية مثل الصناعة والتعليم والخدمات والصحة والتجارة وغيرها من المجالات التي تثري النماء وتخدم المواطن في جميع مجالات حياته، فهي تنميةٌ شاملةٌ ومدروسةٌ تستهدف رفاهية كل مواطن في جميع المناطق بتوازنٍ تامٍ تؤكد حكمة خادم الحرمين الشريفين، وسنده وعضده صاحب السمو الملكيِّ،الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "حَفِظَهما الله" وهما يقودان البلاد إلى ما فيه خيرها وتطورها. لقد وضع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أسس الدولة العصرية التي تمضي في نموها من خلال رؤية واسعة تستوعب جميع طموحاتنا التنموية، لذلك فإنَّنا أمام مسؤوليةٍ تاريخيةٍ في الحفاظ على لُحْمتنا الوطنية وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجيَّة لبرامج ومشروعات التنمية، وتفجير الطاقات والارتفاع بالقدرات والكفاءة الإنتاجية إلى أعلى المستويات حتى نصل إلى ما نتطلع إليه خلف هذه القيادة الرشيدة التي سخَّرت خبرات السنوات الطويلة من أجل هذا الوطن. إنَّنا في ملحمةٍ ماضيةٍ بعون الله إلى أعلى ذُرى المجد، لذلك فإنَّنا في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا نبايع سيدي خادم الحرمين الشريفين ونجدد له العهد والولاء حتى تمضي المسيرة الوطنية وتتحقق الأهداف ونبلغ أعلى سقف التنمية والازدهار، لأنَّنا في عالمٍ جديدٍ يحتاج أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية وأن نعمل ونتفانى ونصدق ونخلص من أجل تطور ونماء بلادنا، زادنا في ذلك الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة ومناصرتها وبيعتها، والعمل الجاد من أجل أن نصل ببلادنا إلى أرقى وأرفع مراتب النمو. في هذه الذكرى نستعيد سيرةً عطرةً وتاريخيةً لمراحل تطور وطننا، وما نجده اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يثلج الصدر ويؤكد أنَّه أدَّى دوره القيادي على الوجه الأكمل الذي يحفزنا جميعاً للعمل على نهجه وبذل كل الجهد، ولا ندَّخِر وسعاً من أجل العمل والإنتاج وتطوير القدرات، فهو ملهمنا وعزنا وفخرنا الذي يمنحنا الطاقة الإيجابية لبناء هذا الوطن دون أن يتخلَّف أحد. ما وصلته المملكة في عهد الملك سلمان يجسد عبقرية القيادة الرشيدة وحكمتها وذكاءها، ففي عالم يَعجُّ بالاضطرابات تمضي سفينة بلادنا نحو التنمية والاستقرار، ويتم تنفيذ المشاريع والخطط والبرامج بعقول سعوديَّة وفكرٍ سعودي، ما يجعل خادم الحرمين الشريفين نبراساً لكل الأجيال في عملية البناء رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تحيط بنا، وإلى جانبه سمو الأمير محمد بن سلمان الذي أكد أنَّه رجل دولة من الطراز الأول بذات الحزم والعزم والروح الوطنية التي أكسبها شباب هذه البلاد الغالية وجعلت كل شابٍّ سعوديٍّ يعمل ويتوثب من أجل العمل والمشاركة الفاعلة في البناء والتنمية، لذلك فإنَّ العهد أن تستمر هذه الملحمة التاريخية حتى تحقق أهدافها وتبلغ بنا ما نتطلع إليه، ونثق في الله أولاً ثم قيادتنا في أنَّنا سنصل بإذن الله إلى ما وضعناه من أهداف وطموحات تقود وطننا إلى أعلى سلم التنمية البشرية. * نائب أمير منطقة القصيم.