قدم خبراء عسكريون وسياسيون سودانيون، قراءة مسنودة بالأدلة والبراهين تؤكد على التحول الكبير والمفاجئ الذي حدث في ميزان القوى على الأرض في اليمن في مصلحة التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده المملكة وحتى بالرغم من مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح غدرا بيد الحوثيين، وقالوا إن ما يجري حالياً سيقضي على جماعة الحوثي المتمردة المرتبطة بإيران وينهي التهديد الإيراني الذي عاث فساداً طوال الفترة الماضية في المنطقة. ويتفق الخبراء في تصريحات ل»الرياض»، على أن موقف الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح بإعلانه الثورة على الجماعة الحوثية، كان متسقاً تماماً مع أهداف التحالف العربي القائم أصلاً على إنهاء التهديد الإيراني الذي تسبب في معاناة كبيرة للشعب اليمني. ويقول الخبير والباحث في المركز الدولي لاستشراف المستقبل في السودان الدكتور محي الدين محمد محي الدين، إن التحول في موقف صالح جاء متسقاً مع أهداف تحالف دعم الشرعية القائمة أصلاً على إنهاء التهديد الذي يمثله المتمردون الحوثيون لكل الشعب اليمني الذي عانى من توجهات هذه الجماعة المرتبطة بإيران. ويعتقد أن هذا التحول هو تحول إستراتيجي، أدى قلب الطاولة لثورة شعبية عارمة ستقضي على تنظيم «أنصار الله» المرتبط بدولة الملالي وستجتث هذه الجماعة حتى من مناطقها التي تعتبرها حصينة، وبالتالي ستقل قدرة الجماعة المسيرة من إيران على تهديد المملكة والملاحة الدولية في مضيق باب المندب. ويضيف الخبير محي الدين قائلاً: «في ظني أنه منذ انفضاض التحالف بين الطرفين كانت الفرصة لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية لتوجيه ضربات جوية موجعة للقوات الحوثية الموجودة حول العاصمة صنعاء، وتمهيد الطريق لقوات الشرعية لتفكيك مفاصل النفوذ الإيراني وطرده نهائياً من اليمن». وفي السياق ذاته، يؤكد الخبير العسكري اللواء «متقاعد» د. الصادق عبدالله، في قراءة مماثلة ل»الرياض»، أن هناك تحولاً كبيراً حدث في ميزان القوى على الأرض في اليمن، مما يؤكد نجاعة الخطوات التي ظل يقوم بها التحالف العربي طوال الفترة الماضية. ويرى عبدالله أن الهبَّة الشعبية الحالية في العاصمة صنعاء ستقرب الشقة بين مكونات المجتمع اليمني وستقود إلى حشد كل القوى الشعبية الحية ضد تمرد الحوثي المسنود من طهران. ويقول إن الوضع الراهن سيساعد التحالف العربي في إكمال خطته القائمة على تأمين الحكومة الشرعية وخصوصاً في العاصمة صنعاء وسيؤدي أيضاً إلى عزل الحوثيين شعبياً وتأسيس تحالف شعبي قوي مناهض لوجودهم. وميدانياً يرى عبدالله، أن الحوثيين سينشغلون بتأمين مواقعهم وبالتالي تقل قدرتهم على التهديد، كما أن ذلك سيقطع الحبل السري الإيراني الذي ظل يغذيهم طوال الفترة السابقة. ومن جانبه، يقول الباحث في شؤون المنطقة د. نزار محمد الحسن، إن ما يجري في صنعاء على الأرض حالياً سيقود إلى تغيير خارطة التحالفات السابقة خصوصاً تحالف المؤتمر الشعبي العام والجماعة المتمردة، مما يؤكد أن الأمور كلها تسير في مصلحة تحالف دعم الشرعية. ويعتبر الحسن، أن الهبّة الشعبية الحالية ستؤدي إلى انتهاء سيطرة الحوثيين، إلى جانب دخول قوات المؤتمر كطرف مهم في الحرب على الإرهاب الإيراني في المنطقة، وهو مايمثل نقطة تحول جوهرية في المسار الداعم لخط التحالف العربي. ويدعم الباحث الحسن بقوة القراءات التي تقول إن ميزان القوى على الأرض في اليمن أصبح في يد التحالف، معتبراً أن ذلك نجاح كبير واختراق مهم في الحرب على الإرهاب الذي يمثله الوجود الإيراني الداعم للجماعة المتمردة في اليمن.