استأنفت الأممالمتحدة (الثلاثاء)، بعد توقف لثلاثة أيام، الجولة الثامنة من محادثات السلام المتعلقة بسورية في ظل غياب وفد النظام الذي لم يحسم أمر عودته للمفاوضات بعد. وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي لوكالة فرانس برس إن "وفد النظام في دمشق ولن يغادر في اليومين المقبلين إلى جنيف، ولم يتخذ القرار النهائي بعد". كما قال المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا إنه مدد جولة المفاوضات الثامنة لأسبوعين إضافيين، وفي هذه الأثناء وصل وفد المعارضة السورية بقيادة نصر الحريري الذي التقى دي ميستورا بعد ظهر الثلاثاء. وقبل مغادرته جنيف كان كبير المفاوضين في وفد النظام بشار الجعفري قد صرّح بوجود "مشاكل كبيرة في هذه الجولة من المحادثات"، مشيراً إلى بيان مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة، وما صدر عنه من بنود على رأسها تأكيد المعارضة من الرياض على خيار إزاحة رأس النظام السوري بشار الأسد من الحكم معلقاً للصحافيين بالقول: "المعارضة تتجاهل المتغيرات العسكرية والسياسية على الأرض التي من غير الممكن معها العودة إلى الوراء". ورداً على سؤال الصحفيين لمندوب النظام حول واقع سيطرة القوات الكردية على قسم شاسع من سورية يضم ثرواتها النفطية والغذائية، قال الجعفري: "لا يوجد شيء اسمه مناطق كردية في سورية، ونملك مسبقاً نظام إدارة محلية إذا كان هذا ما يريدونه ولكن تحت مظلة الدولة، حيث إننا في سورية وليس في الصومال". أما رئيس الوفد المعارض "نصر الحريري" فأكد على أن إزاحة الأسد هو مطلب سوري والحديث عن صياغة دستور أو عقد اجتماعي للبلاد لا يستوي دون تحرير السوريين عبر المرجعيات الدولية. كما ألقت الأزمة في الغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق بظلالها على محادثات جنيف حيث تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتمنع عنها الغذاء والدواء، وخروج المرضى للتداوي في مستشفيات العاصمة التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد أو أقل عن الغوطة ويرفق النظام الحصار على الغوطة بحملة قصف عنيفة شبه يومية تطال مختلف مدن الغوطة، حيث بلغت حصيلة الضحايا في الغوطة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 191 قتيلا وأكثر من 630 جريحا، ومن بين القتلى 43 طفلا و21 امرأة. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" الأربعاء الماضي، أن مرض سوء التغذية بين أطفال الغوطة الشرقية سجل أعلى معدلاته منذ سبعة أعوام، حيث بلغت نسبة المصابين من الأطفال تحت عمر خمس سنوات 12%، كما يعيش المرضى بأمراض مستعصية في الغوطة دون أمل بإدخال أدوية أو معدات طبية متطورة، حيث يفقد شخص على الأقل من الغوطة حياته يومياً بسبب عدم توفر علاج أمراض كالسرطان وغسيل الكلى وأمراض القلب.