قبل ليلتين من قرعة كأس العالم في روسيا والتي احتضنها مبنى الكرملين في العاصمة موسكو حضر مدرب المنتخب السعودي الجديد الأرجنتيني خوان انطونيو بيتزي من طوكيو برفقة رئيس الاتحاد عادل عزت الذي كان حريصاً على جمعه بالوفد، فكانت مأدبة العشاء التي التأم حولها الجميع في أحد المطاعم الأذربيجانية. بدا واضحاً ليلتها أن بيتزي جمع معلومات مهمة عن المنتخب الذي سيدربه، فتحدث إلى ماجد عبدالله مبدياً سعادته بالعمل معه كنجم أسطوري للكرة السعودية، ولم يفته الحديث عن سامي الجابر كأيقونة عالمية، كما لم يخفِ إعجابه حين علم أن نواف التمياط شارك في ثلاثة مونديالات، وبالمثل فعل مع عمر باخشوين، إذ تحدث إليه عن تجربته كلاعب دولي ومدرب، وحيث يعمل اليوم نائباً لمدير المنتخب. النشوة بالتجربة الجديدة كانت ترسم تفاصيلها بوضوح على ملامحه، وفي حديثه؛ خصوصاً وهو يستمع إلى أسئلة الحاضرين حول فلسفته التدريبية، وتصوراته للمرحلة المقبلة، فكان يجيب بأريحية تامة، وأكثر ما كان لافتاً أنه يريد مسابقة الوقت للعمل، وتأجيل كثير من الكلام حتى عن الإعلام، إذ أوصى بتأجيل أي لقاءات إعلامية حتى وصوله للمملكة، إذ سيعقد مؤتمراً صحفياً بدلاً عن الأحاديث الموزعة والمكررة. بمجرد وصوله لبهو فندق الوفود حيث احتشد الإعلام العالمي لاصطياد المدربين الكبار والفوز بلقاءات صحفية هرول بيتزي إلى غرفته حيث الأدوار العلوية وسط مطاردة الكاميرات له، وعدو المرسلين وراءه، ما أظهر زهداً لافتاً في الأضواء. في الليلة التي أعقبت العشاء كنت في لقاء تلفزيوني جمعني مع الزميل الإعلامي المغربي جلال بوزرارة الذي لم يتردد في وصف إقالة الأرجنتيني إدغاردو باوزا من تدريب "الأخضر" قبل المونديال بالكارثة، حينها ذكرته بأن مسيري الكرة السعودية فعلوا ذلك قبل مونديال أمريكا 1994 بإقالة الهولندي ليو بينهاكر ذي السمعة العالية، وتعيين الأرجنتيني المغمور خورخي سولاري، فتأهل المنتخب السعودي للدور الثاني على حساب من كان مستقراً مع مدربه حينذاك، فضحك وضحكت معه إذ فهم المغزى!. الآمال كبيرة مع بيتزي بما يحمل من سمعة وتجربة وطموح، وبما أفرزته قرعة المونديال، وقبل ذلك بتطلعات مسيري الرياضة السعودية، ولا يبقى إلا وقفة صادقة من الجميع في هذا المنعطف المهم الذي يحتاج إلى حرص إداري مضاعف، وعمل فني مكثف، ودعم إعلامي وجماهيري مسؤول، والنصر بإذن الله حليف "الأخضر".