حسناً فعل اتحاد كرة القدم حين حزم أمره وأقال المدرب الأرجنتيني إدغارد باوزا باكراً، ليبادر ويستعين بابن جلدته خوان أنطونيو بيتزي لتكون الأشهر السبعة المتبقية بدءاً من الشهر الحالي مرحلة تشمل الإعداد الجيد للاستحقاق الأهم للمنتخب السعودي هذا العقد. كان واضحاً لصناع القرار أن باوزا لم يكن يملك الرؤية تجاه قدرات المنتخب وإعداده بطريقة تتلاءم مع الطموحات، واتضح للمعنيين بأمور الفريق الوطني أنه لن يكون رجل المرحلة، وهي وإن كانت نقطة سلبية نظير عدم التروي في اختيار المدرب الأنسب والمسارعة لجلب بديل للهولندي يان مارفيك لامتصاص ردة فعل الشارع الرياضي، فهي أيضاً تحسب لاتحاد الكرة بدعم من المؤسسة الرياضية بتلافي الخطأ باكراً وقبل الدخول في المرحلة الأهم من التحضير. لكن في المقابل ثمة من أبدى مخاوف من سيرة المدرب الأرجنتيني الجديد قياساً بفشله في قيادة منتخب تشيلي الذي يعد أحد منتخبات الصفوة الخمسة في القارة الأميركية الجنوبية تاركاً مقعده لمنتخب بيرو الذي طار إلى روسيا بفارق الأهداف عن تشيلي، وهي مخاوف من غير المنطقي الأخذ بها، ذلك أنها تقيس عمل بيتزي في مرحلة واحدة فضلاً عن أن الفريق التشيلي يعاني من ظروف عدة أبرزها تقدم لاعبيه في السن في تصفيات طويلة وشاقة. ولا بد من النظر إلى السيرة الذاتية لمدرب "الأخضر" الجديد بشكل شامل فهي يتمتع بمسيرة جيدة، وكان أحد أفضل الخيارات، وأكثر الأسماء التي من الممكن التي تصنع الفارق حين نذهب إلى روسيا فهو ابن المدرسة اللاتينية الأقرب إلى طبيعة اللاعب السعودي وتكوينه وتركيبته، والتي تتمتع بمزايا أكبر لدى لاعبينا كونها تمنح اللاعبين الذين يعتمدون على موهبتهم مساحة من الإبداع داخل الميدان، على عكس معظم المدارس الأوروبية التي تعتمد على القوة والانضباط داخل الميدان وهو ما يفتقر إليه اللاعب الخليجي والسعودي تحديداً، في وقت يتمتع المدرب ذو ال49 عاماً بمزية مهمة وهي الجمع بين المدرستين. إقالة باوزا والاستعانة ببيتزي حملت شيئاً من سيناريو إقالة الهولندي ليو بينهاكر والاستعانة بالأرجنتيني خورخي سولاري الذي قاد السعودية إلى ذروة مجدها الكروي في مونديال 94 في أميركاً، لكن هذا أمر هامشي ولا يكفي للتفاؤل في المرحلة المقبلة، إذ أمام المدرب الذي مثل منتخب إسبانيا عمل شاق وصعب ابتدأ يوم أمس بمجرد ظهور نتائج قرعة البطولة الكبرى من قصر "الكرملين" في موسكو.