القيادة التي تصنع الفوارق وتُحدث الانتقالات الكبرى، هي كالغيث عندما يتساقط فتُنبت كل أرض ممتدة، فهذه القيادة التي تعالت أصوات منظري الجودة من أجلها وكانت شعار اليوم العالمي للجودة 2017 " القيادة التي تصنع الفرق" لهو شعار يستدعي التأمل من أصحاب الفكر التأملي والإبداعي والناقد أيضاً، لأن القيادة التي تصنع المختلف والمجود لها سمات تميزها دون غيرها، فهي قيادة لها سياسة عملية وعلمية مشرقة، ولها إستراتيجيات مختلفة وأدوات ذكية؛ تجعل بيئة العمل بيئة تقدم كل أنواع الثراء المادي والمعنوي داخلياً وخارجياً، ولعلنا نتحدث عن سمات تلك القيادة: أولاً: القيادة الذاتية.. فتراها اقتداء بأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، وإخلاصاً مترجماً، ومنطقاً يساير الرزانة والحداثة، وفكراً شمولياً وتفصيلياً في آن واحد، وطموحاً يتخطى المكان ويسابق الزمان، ومظهراً يليق بعصره ووقته، ومسؤولية تحتضن المعايير المجودة عالمياً، ويمكن أن ينطوى في ثنايا هذه القيادة نوع آخر وهو "قيادة المعرفة" فتلهمه معارفه بذكاء مفرط، ليستثمرها لرفع الإنتاجية التي تدعم اقتصاد مجتمعه بأبعاده ومستوياته المختلفة. ثانياً: القيادة البشرية.. من أصعب القيادات لأمرين؛ أولهما أن وجودها مرتبط بوجود قيادة الذات بالدرجة الأولى، فمن لا يملك قيادة الذات لن يتمكن من قيادة البشر، والأمر الآخر أنها مرتبطة بالتأثير على أنماط مختلفة وشخصيات متباينة، وهذا النوع من القيادة يملك مزيجاً من الذكاءات والمهارات المؤثرة؛ فترى مهارات التعامل الراقي، والحوار التبادلي، والتواصل المنظم؛ فيكون الآخر جزءاً منها وتصنع فريق "نحن" التنافسي. ثالثاً: القيادة التنظيمية.. تأمل فقط؛ مستوى تلك القيادة في التعامل مع التنظيمات (الإدارية، والمكانية، والزمانية) وكأنها تسير وفق مراحل تشكيل الإبداع؛ إعداد فاحتضان فإشراق فتحقيق، بقيادة فكر أصيل، وتوليدي، ومرن؛ تتبعه الأماكن بتنظيماتها بتحالف مع الزمان المتسارع. إذاً القيادة (الذاتية والبشرية والتنظيمية) هي القيادة التي تصنع الفرق!