هنا مؤسسة اليمامة الصحفية حيث فهد العريفي وتركي السديري وفهد العرابي من هنا بدأوا ومن هنا راهنوا على المستقبل كان صراعا محتدما بين هذه الاقطاب فيما سيكون عليه مستقبل اليمامة الصحفية بدا العريفي من مكتب ضيق في حي الملز وكذلك السديري والعرابي كانت قصة نجاح خالدة وملهمة من تاريخ تلك المرحلة كان خلف هذا النجاح عبدالكريم العودة وداوود الشريان وعبدالله الصيخان وصالح العزاز واحمد السعد ومحمد جبر الحربي وفهد العبدالكريم وعبدالعزيز السويد وسعد الدوسري وسلامة الزيد وادريس الدريس هؤلاء كانوا جنوداً مجهولين رسموا أهم الملامح الثقافية والاعلامية لتلك المرحلة وأحدثوا اختراقاً هائلًا ومتقدماً على طول خطوط الاشتباك مع الصحوة في وقت استسلم الجميع للصحوة ورفعوا راياتهم البيضاء استمر الجميع في الركض وعبر اتجاهات مختلفة حتى التقوا هنا في هذه المحطة البهية والتي جاءت نتيجة جهد وعرق سنين طويلة من الكفاح والعمل الدؤوب.. تلك مرحلة غنية بالحلم اختزن في ذاكرتي منها عشرات المواقف وعشرات الحكايات بعضها تركتها خلفي بالمكان والبعض الاخر اتحاشى ذكره لانه يثير بداخلي عاصفة من الحسرة وعاصفة من الوجد والذكرى لكوكبة عظيمة مرت من هنا تقاسمت معهم هموماً وآمالاً وآلاماً ومواقف لاتنسى كان هذا في نهاية الثمانينات كانت سنين حالمة لتلك المرحلة الاستثنائية لأنها تحمل آمال وتطلعات غزيرة قبل ان تأتي العولمة وتلغي الكثير من تلك التطلعات كنت احد حالمي تلك المرحلة تفحت عيناي على حلمها الكبير في العيش الحر والوحدة والعزة والكرامة ترقبت وميضها في ليلنا الطويل لكنه لم يحدث وربما لن يحدث ابدا وعندما هوت هويت معها وتجرعت هزائمها وانكساراتها وقتها كنت شمالياً حتى العظم وفوضوياً حد الجنون كنت قادما لتوي من الشمال البهي حيث رائحة الشيح ومواويل الرعاة وبساطة الاحلام دلفت الى اليمامة حاملًا اوراقاً واحلاماً لاحدود لها مات الكثير من تلك الاحلام وبقي ماينغص علي سعادتي تسكعت بمكتب العريفي ومررت بمكتب السديري وتشكلت بمكتب العرابي الحارثي الذي كان يقيم الدنيا وقتها ولا يقعدها في اطروحاته الجريئة خاصة عندما كانت مجلة اليمامة تمثل ملاذا للحداثيين بعد ان عصفت بهم الصحوة وتمضي الايام والسنون وتصبح اليمامة من اهم الصروح الاعلامية المؤثرة بالمنطقة الخليجية والعربية قاطبة وتستمر اليمامة في الحلم المتمثل في الجيل الثاني خالد العريفي يقود الادارة وفهد العبدالكريم يقود التحرير خالد عرفته في مجلس والده كان منصتا باستمرار وكانه يعد العدة للوفاء بتركة والده من القيم اللامتناهية بينما عرفت الزميل فهد العبدالكريم في منتصف الثمانينات الميلادية بالمبنى القديم بالملز كان محررا نشطا وشابا متقدا بروح وحلم تلك المرحلة استمر تواصلي بالزميل فهد فقد كان مكتبه مكتظا بالزملاء حسن خزعل وغازي عبدالله والزول العظيم عمر عبدالرحمن واخرين كان مكتبه يضيق بصخبنا وأوراقنا لكنه كان مشرعاً بآمالنا واحلامنا ..ذلك مابقي في الذاكرة من حطام السنين التي خرج من عنادها رفاق درب تركوا بصمات خالدة على مسيرة العمل الاعلامي.