تكمن خطورة الإرهاب في أنه فكر نابع من عقول متطرفة جاحدة وقلوب صلبة جامدة لا تراعي حقاً لمخلوق ولا تملك رحمة لكائن، لا تعرف الحوار ولا تفهم إلا لغة القوة، ولذا فإن هذا النبع الفكري المتطرف لا يمكن للدول محاربته بشكل منفرد لأن خفافيش الظلام تلك لن تظهر لتحارب وتقاتل رجال الأمن الأبطال ورجال الفكر المثقفين في الساحات المعروفة ولكنهم لا يظهرون إلا في الليالي المظلمة شديدة السواد مثل قلوبهم الصدئة العفنة. إن محاربة الإرهاب أصبحت الشغل الشاغل لكل عاقل سواء من القادة أو الشعوب النيرة خاصة وأن هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعاتنا التي لا تمُت لديننا الحنيف بأي صلة قد بدأ يستفحل خطرها وبدأ غربان الظلام يؤكدون يوماً بعد يوم أنهم لا يفرقون بين مسلم وغيره من أتباع الديانات الأخرى، وها هم يظهرون كالشياطين ليقتلوا الأبرياء أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في مصر دون مراعاة لأي دين أو شرع أو عقل أو عاطفة، فمن أنتم أيها الشياطين وكيف تتجرؤون على عباد الله بهذه الوحشية وتلك الهمجية؟ من أنتم لكي تخرجوا لنا من أحشاء الشيطان ذاك الدين الذي لا يؤمن به غيركم ولا يعرفه سواكم؟ من أين أتيتم بهذه الخزعبلات وهذه القصص والخرافات وأتبعتموها وآمنتم واعتقدتم بها وسعيتم لنشرها بين عباد الله؟ إن هذه الحرب الضروس لم تمر مروراً هادئاً على ولاة أمرنا بل إنهم دائماً ما يثبتون أنهم يعرفون جيداً مخططات شياطين المنطقة من أصحاب الفكر الضال ويجهزون العدة دائماً ليكونوا سباقين في دحر عتاة المجرمين من الإرهابيين والمرتزقة تابعين لجهات ليس لها هدف إلا زعزعة أمن الآمنين وقتل البشر إن كان لهم أو ليس لهم دين إن كانوا نصارى أو يهوداً أو مسلمين، فهم لا يتورعون في إزهاق أرواح أي كائن يخالفهم ويقف في وجه أحلامهم السوداوية الشيطانية. إن دعوة المملكة إلى هذا التحالف الإسلامي العملاق من أجل مكافحة التطرف والإرهاب لهو خير دليل على أن الوطن وقيادته وشعبه يعلمون جيداً ما يحاك لنا في الخفاء، ويعلمون أن صغار العقول من الإرهابيين تم استغلال عقولهم المريضة لنشر الفوضى في ربوع المنطقة، ولكن المملكة دائماً بالمرصاد لكل هؤلاء العابثين، ودائماً ما تصدت مملكتنا إلى كل محاولات نشر التطرف والفكر الضال وهناك الكثير من الدعم من الدولة ومعها بقية الدول الإسلامية في مجابهة هذه الأفكار الهدامة والعقول المتخلفة. ونقولها لكل العالم نحن لسنا دعاة إرهاب ولا دعاة حرب، ولكننا أتباع دين حنيف يدعو إلى التسامح والمحبة، وإن المسلمين المعتدلين يحاربون الإرهاب ليحموا العالم ويقفوا صفاً واحداً في هذا التحالف العظيم ليسمع العالم رسالتهم ويفهم تضحياتهم.