على الرغم من موقع إيران الاستراتيجي وغناها بالثروات الباطنية والطاقات البشرية وتبجح نظامها بإرسال صواريخها الباليستية إلى ما وراء الأطلنطي إلا أن هذا كله لم يمنعها من أن تتصدر - في ظل حكم الملالي - دول العالم بأعداد الجائعين والفقراء لتنافس أخيراً أفقر دول أفريقيا في الصدارة على أكبر نسبة إصابات بمرض الإيدز حيث يفقد أكثر من 4000 إيراني سنوياً حياتهم بسبب هذا المرض مع وجود ما يقارب ال 70 ألف مواطن إيراني يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب. في المربع الأكثر فقراً في إيران في حي طهران الشرقي المعروف بتسكع المدمنين وتجار المخدرات تتطوع الطبيبة النفسية عاطفة عزيمي بزيارة هؤلاء لأخذ عينات من دمهم واختبارها لمعرفة إذا ما كانوا يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز" وأكثر ما يخيف الطبيبة عزيمي هو انتقال الفيروس بسرعة وسهولة بين المدمنين عبر تبادل حقن الهيروين التي تأتي عبر الحدود مع أفغانستان في صفقات تجارة الأفيون المزدهرة بين إيران وجارتها. كما شهدت إيران ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية من خلال العلاقات غير الشرعية التي يقوم بها شبان في إيران لا يعلمون حتى بإصابتهم بالفيروس ما يعجل في انتشاره بسبب انعدام وسائل التوعية والوقاية وعدم وجود أنظمة صحية تشجع الشباب على إجراء الاختبار لاكتشاف الفيروس واتباع الحكومة الإيرانية سياسة النعامة "أي دفن الرأس في الرمال" والهرب من هذه الأزمة بعدم الحديث عنها حيث يعتبرها النظام وصمة عار في جبين جمهورية تدعي أنها "إسلامية". وفي تقرير مطوّل أعدته قناة ال ABC نيوز الأمريكية حول انتشار الإيدز في إيران أشارت إلى أن "الزواج المؤقت" أو "السيغة" كما يسميه الإيرانيون والذي تبيحه الدولة بل وتشجع عليه وهو عقد زواج لا يدوم غالباً لأكثر من بضع ساعات لعب دور في تسهيل انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب. كما قالت ABC نيوز أن "المعايشة" أو "المساكنة" هي أحدث الأمور التي أخذت بالانتشار مؤخراً في إيران الأمر الذي وصفه المرشد الأعلى آية الله خامنئي بأنها بوادر نشوء "جيل متهلهل" في إيران. وأخيراً وصفت القناة حال المصابين بالإيدز في إيران بالمأساوي حيث يتعرضون لعزلة كاملة ونبذ من المجتمع ويستحيل حصولهم على عمل كما لا تعمل الحكومة الإيرانية على معالجة أكثر من بضعة آلاف من المصابين من أصل 70 ألف مصاب.