دليل جديد يتوصل إليه محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) والقضاء البرازيلي، يكشف عن تورط الدوحة في دفع رشوة ضخمة لمسؤول كبير في عالم كرة القدم، فقد كشفت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية أن الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي ريكاردو تيكسيرا هو المتورط الجديد بأموال قطر وقالت:" لقد تم الحصول على معلومات تفيد بتحويل مالي بقيمة 22 مليون دولار من قطر إلى حساب بنكي مفتوح باسم رئيس اتحاد كرة القدم البرازيلي في بنك "باتشي موناكو" الفرنسي، ربما مصدر الحوالة رجل أعمال قطري ووصلت إلى حساب تيكسيرا الشخصي في عام 2011 بعد وقت قصير من فوز قطر بحق استضافة المونديال، وصدرت عام 2013 عدة تحويلات من حساب تيكسيرا إلى حساب جاك وارنر الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وفي عام 2015 تم اعتقال جاك وارنر في ترينيداد وتوباغو، بتهمة التورط برشى مالية بفضل مكانته في عالم كرة القدم، ويعتبر وارنر واحداً من أهم رجالات الفيفا، لكن مكانته اهتزت منذ أن فازت قطر في حق استضافة مونديال 2022، فبعد أقل من عام على فوز قطر بحق الاستضافة أصدرت لجنة الأخلاق قراراً يقضي بإيقافه بتهمة حصوله على رشى مالية، وهو الأمر الذي قاده لتقديم استقالته والخروج من الباب الصغير بعد أعوام طويلة من العمل داخل مكاتبه. الرشى عادت لتيكسيرا ريكاردو تيكسيرا، المتهم الثاني في تقرير الصحيفة الفرنسية، ليس بالاسم الجديد في عالم الرشى والشبهات، ففي ملف التحقيق الصادر عن الأمريكي مايكل جارسيا، كشف عن أن قطر اشترت صوت الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ولعب رئيس برشلونة الأسباني ساندرو روسيل وأحد مستشاري الملف القطري دور الوسيط في نقل المال من حسابات قطر إلى الحسابات البرازيلية. وجر فوز قطر في تنظيم مونديال 2022 معه الكثير من المسؤولين في عالم كرة القدم إلى دائرة الفساد، ونقلتهم من ملاعب كرة القدم إلى السجون، وهو الأمر الذي أكدته صحيفة "الغارديان" البريطانية والتي قالت في تقرير لها إن نصف الذين منحوا أصواتهم لقطر عام 2010 في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، هم إما متوفون أو خلف قضبان السجون أو أمام المحاكم بتهم الفساد أو ممنوعون من العمل مجدداً في كرة القدم مدى الحياة وقال الصحافي بارني روناي: "من أصل 25 عضواً في اللجنة التنفيذية، هناك 13 مسؤولاً تدور حولهم تهم الفساد، منهم من تم إثباتها ضده، واثنان فارقوا الحياة، ويتقدم رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر القائمة كأحد أهم الذين خضعوا للتحقيقات، إضافة للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، والألماني فرانز بيكنباور والتايلاندي واروراي ماكودي، والترينيدادي جاك وارنر والكوري شونغ مونغ جون، وأنخيل فيلار رئيس الاتحاد الإسباني الذي اعتقل قبل نحو شهرين، والبرازيلي ريكاردو تيكسيرا رئيس اتحاد كرة القدم البرازيلي، والأرجنتيني خوليو غروندونا رئيس اتحاد كرة القدم الأرجنتيني المتوفى، والأمريكي تشاك بليرز الذي فارق الحياة هو الآخر، والباراغوياني نيكولاس ليوز الخاضع للمحاكمة في أمريكا بالوقت الراهن، وآخر المتورطين القطري محمد بن همام". وأضافت الغارديان قولها: "تسعى الولاياتالمتحدة لمواصلة عملية كشف التفاصيل الخاصة، بكيفية حصول قطر على تنظيم مونديال 2022، وذلك من خلال فتح ملفات التحقيق مع المسؤولين المتورطين بالفساد، وهم الأشخاص الذين تراهم الولاياتالمتحدة أحد أهم الأسباب في حرمانها من تنظيم المونديال الذي نافست فيه قطر، وقد كشفت هذه التحقيقات عن تورط الاتحادين الأرجنتيني والبرازيلي بمنح أصواتهم للملف القطري مقابل مليون دولار أمريكي دخلت الحساب الشخصي لغروندونا وتيكسيرا، بعد أن أدلى مسؤول التسويق أليخاندرو بروزاكو بشهادته ضدهما، وهذه الأحداث المتلاحقة في الوقت الراهن، ستكشف الكثير من فضائح الرشى التي قدمتها قطر مقابل حصولها على تنظيم المونديال، ولا ننسى أن هذا الملف محاط بالكثير من المخاوف بسبب التهديدات لمسؤول التسويق يورزاكو حين أشار إليه البيروفي مانويل يورغا بإشارة أنه سيفارق الحياة بسبب هذه الاعترافات، وهذه الحالة تعيدنا إلى قصة انتحار الأرجنتيني خورخي ديلهون قبل نحو أسبوعين، حين اختار إلقاء نفسه تحت عجلات القطار على أن يحضر جلسات الاستماع لأقواله بعد أن ورد اسمه ضمن قائمة المتورطين بالفساد".