بات تلوث الهواء بالأوزون في مدن الصين يشكل خطرا كبيرا على الصحة وترتبت عليه زيادة في أعداد الوفيات بين السكان نتيجة الجلطات الدماغية وأمراض القلب، وذلك وفقا لدراسة جديدة قام بها فريق من الباحثين الصينيين. وبحسب البحث المنشور في دورية آفاق الصحة البيئية، أظهرت بيانات جمعت من 272 مدينة صينية خلال الفترة من 2013 إلى 2015 "أدلة قوية" تربط بين التعرض المتزايد للأوزون على المدى القصير وزيادة الوفيات نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك الجلطات الدماغية. وينتج الأوزون عند سطح الأرض، والمعروف أيضا بالضباب الكيميائي الضوئي، عن التفاعل بين ضوء الشمس وأكسيد النيتروجين وكميات هائلة من مركبات عضوية متطايرة لا يمكن التحكم فيها تنتج عن حرق الوقود الأحفوري أو إنتاج مواد كيماوية. وتشن الصين حربا على التلوث للتصدي للأضرار البيئية التي نتجت عن نمو اقتصادي هائل بدأ منذ نحو أربعة عقود. ولكن التركيز الأكبر كان على خفض تركيز الذرات المتناهية الصغر المعروفة باسم (بي.إم 2.5) خاصة في فصل الشتاء. وقال كان هايدونج مدير قسم الصحة العامة في جامعة فودان في شنغهاي إنه رغم أن ذرات (بي.إم 2.5) تتحمل حاليا القدر الأكبر من المسؤولية عن أمراض الصين بصفة عامة، يلعب الأوزون نفس الدور بنفس المستوى في مناطق مثل دلتا نهر بيرل. وأضاف كان الذي شارك في الدراسة "زاد الأوزون في السنوات القليلة الماضية في الصين... وفي المقابل انخفضت ذرات بي.إم 2.5 بنحو 30 بالمئة في السنوات الخمس الأخيرة". وقال لوري ميليفيرتا عضو منظمة جرينبيس (السلام الأخضر) الداعية للحفاظ على البيئة والمقيم في بكين إن ارتفاع الأوزون نتج جزئيا عن نجاح الصين في خفض ذرات (بي.إم 2.5) وهو ما زاد من كمية أشعة الشمس، لكنه أضاف أن بكين تأخرت فيما يخص التعامل مع أكسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة. ووفقا لتقديرات جرينبيس التي استخدمت فيها بيانات من وزارة البيئة الصينية وقاعدة بيانات عالمية عن انتشار الأمراض، زاد متوسط تعرض الصين للأوزون بنسبة 17 في المئة خلال الفترة من 2014 إلى 2017 مما يعني 12 ألف حالة وفاة مبكرة إضافية كل عام. وأطلقت الصين خطة عمل من عام 2013 إلى 2017 تهدف إلى خفض متوسط مستويات ذرات (بي.إم 2.5) في المناطق المستهدفة ولكن لم تضع هدفا محددا بالنسبة للأوزون. وقال ليو بينغ جيانغ رئيس قسم جودة الهواء بوزارة البيئة إن 59 مدينة من إجمالي 338 مدينة تم رصدها في سبتمبر أيلول تجاوزت العام الماضي مستوى الأوزون الموضوع كمعيار وهو 160 ميكروجراما للمتر المكعب.