قال الأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز علي عشقي ل«الحياة» إن مدينتي جدةوينبع تستحقان أن تضافا إلى قائمة المدن السعودية الأكثر تلوثاً في العالم، إذ أشار تقرير صادر أخيراً عن منظمة الصحة العالمية، إلى أن الرياضوالجبيل والدمام ضمن قائمة المدن الأكثر تلوثاً في الهواء. وقال عشقي ل«الحياة»: «إن العوامل الطبيعية، وخصوصاً العواصف الرملية، التي تتعرض لها أجواء السعودية باستمرار، جعلت الرياض العاصمة، والدمام من أكثر المدن تلوثاً، وذرات الغبار والعوالق تشكل تهديداً للصحة العامة للبشر». ولفت إلى أن وضع الجبيل مختلف، كونها مدينة صناعية، قائلاً: «ارتفاع عدد المصانع في المدينة أسهم في تلوث أجوائها، إضافة إلى مدينة ينبع الصناعية التي لا يقل فيها معدلات التلوث عن الجبيل الصناعية». ولفت إلى أن السعودية وضعت نظاماً يخص المحافظة على البيئة، وأنظمة واشتراطات خاصة بالمصنع، وتحديداً في ما يخص التلوث وانبعاث الغازات الضارة منها، ولكن هذا اللائحة لم تنفذ بالشكل المطلوب الذي يقضى على تلوث الأجواء. واستطرد بالقول: «إن وضع المدن السعودية، لاسيما مع ارتفاع معدلات التلوث، يتطلب تفعيل اللائحة، وتطبيق العقوبات الصارمة الواردة بها، كحل فعال لخفض نسب التلوث». مضيفاً أن مدينة جدة تعاني من أنواع متعددة من التلوث في الشواطئ والهواء المشبع بثاني أكسيد الكربون إضافة إلى غاز المثيان الصادر عن البحيرات المغلقة في المدينة، وقال: «إن بحيرة الأربعين، وخليج سلمان، من أكثر المناطق تلوثاً». وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن التقرير اعتمد على قياس نسب ومعدلات التلوث في المدن، على الجسيمات في الهواء الخارجي، وجسيمات دقيقة وأخرى خشنة، وتعد الجسيمات الدقيقة التي قدر حجمها بأقل من 2.5 ميكرون من أكثر الملوثات تأثيراً على صحة الإنسان، والجسيمات الخشنة الموجودة في الهواء هي الأقل خطورة على الصحة، وهي تنتج عن الغبار والرياح إضافة إلى أعمال البناء، وبحسب التقرير فإن مدينة الرياض احتلت المركز الثامن في قوائم المدن الأكثر تلوثاً، باحتوائها على 368 ميكروجراماً في المتر المكعب الواحد في حين احتلت الجبيل المرتبة 15 باحتوائها على 359 ميكروجراماً في المتر المكعب الواحد. إلى ذلك، خلص التقرير إلى أن التعرض المستمر للجسيمات المنتشرة في الهواء يزيد مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والتنفسية، فضلاً عن سرطان الرئة، ونسب الوفيات ترتفع في المدن الأكثر تلوثاً بمعدل يراوح بين 15 و20 في المئة مقارنة بالمدن الأقل تلوثاً.