غدرت كرة القدم بممثلنا الهلال وسلبت منه البطولة الآسيوية للمرة الثانية على التوالي بالتحكيم والحظ العاثر، وبدأت مرحلة الاستجابة والتحدي لدى الهلاليين فإما شموخ وكبرياء ، وإما الانصياع للسلبية والانهيار وضياعا الموسم بأكمله. نظرية الاستجابة والتحدي تحدد مسارات الهلال بقية الموسم بالعودة التي ستكون عامرة بالقناعة بما كتب الله، أو رحلة كئيبة تلقي بظلالها على الفريق. ان استجاب الهلاليون لسلبية نظرية التحدي لأرنولد توينبي فعليهم الاستسلام للنكوص والبحث عن اللبن المسكوب لاستعادته والتمسك به تعويضاً عن واقعه المُرّ عبر السراب ، فيصبح إنطوائيّاً موجعاً مدمراً بمعنى الكلمة، أو استجابة إيجابية تمتص تسونامي الصدمة وتَقَبل بها من واقع إيماني بحت والاعتراف بها، ثم مُحاولة التغلُّب عليها، فيكون في هذه الحالة انبساطياً منشرحاً قادراً على المضي قدما لكتابة سطره الحيوي الذي لا ينافسه فيه أحد وللمجد بقية للكبار فقط. ان استسلم الهلاليون لعاصفة العاطفة الجياشة فقد يخسرون أشياء أخرى، وأن تذكروا أنهم لايزالون "هلال آسيا" صاحب الصولجان بست بطولات وصاحب الأرقام القياسية المحلية على الصعد كافة فهنا تظهر عظمة الكيان ورزانة العقل وصبر الرجال. يحق للهلاليين والسعوديين الافتخار بهذا الفريق الذي تفوق على نفسه وقدم مباراة كبيرة وفرض إيقاعه ورتمه على ردهات المباراة من بدايتها إلى نهايتها، ويحق لكل لاعب هلالي الافتخار بنفسه كونه يلعب لناد عريق يتربع على القمة الآسيوية والمحلية بكل شموخ، ومن واجب الإدارة زرع الثقة في نفوس اللاعبين فقد قدموا كل ما لديهم ولن يقفوا ضد تحكيم تهاون في منح اللاعبين اليابانيين الكروت التي يستحقونها خصوصا اللاعب رقم عشرة الذي ارتكب مخالفات خطيرة كان يستحق عليها الكروت الملونة والطرد في الشوط الأول ولن يقف اللاعبون أمام الحظ العاثر الذي قتل طموحاتهم في الرياض وسيتاما. قدم الهلاليون أجمل نهائي آسيوي وحصل الفريق الياباني على بطولة لا يستحقها هذا هو الملخص الفعلي للمباراة، انفض المولد وبقي أمام الهلال الاستسلام لنظرية الاستجابة والتحدي سلبيا بالدخول في نفق مظلم، أو الاستجابة الإيجابية التي ترفع وتيرة التحدي والثقة في اللاعبين ومن هنا يواصل الهلال الركض بما يكفل له حضوره اللافت والسيطرة على خصومه مهما كانت السخرية. على الهامش * شكراً ياسر القحطاني شكراً محمد الشلهوب تاريخ مشرف واستمرار يسأخذ من الرصيد، ارحلا وامنحا الشبان والمواهب القادمة الفرصة لن تأخذوا زمنكما وزمن غيركما، إن كنتما تحبان الهلال ارحلا بشرف. * صفقة ماتياس شوهت قيمة المدرب، مهاجم معاق ومدرب إناني. * الهلال اكتشف إمكانياته الفعلية واتضح أفضليته على كل الفرق الآسيوية في ظل ثناء النقاد على اوراوا الذي توارى خلف الهلال. * لا يحتمل الهلال أي قرارات حاليا، بل يحتاج للهدوء والركادة .