تتغير قناعاتنا وتتبدل مرة نتفاءل وتارة نتشاءم أما في الثالثة فالأعمال الجميلة سرعان ما تصبح سواداً على مقدمة الطرح ونهايته. إذا فاز فريق حتى ولو من بوابة فوز عابر نجعل منه برازيل أخرى أما إذا خسر أو تعادل فالأمر برمته يتحول من القمة إلى الدرك. كل الألوان نجدها حاضرة لكنها في طبيعة التعاطي مع أي حدث تتلاشى ولا يتبق منها سوى لونين إما الأسود وإما الأبيض ففي حالة القبول بنتيجة اللون نقدم بياض اللون على سوداه أما إذا ما تحولت الحالة إلى حالة رفض فالعكس أمام هذا المتغير هو الصحيح. آسيوياً لم يفقد الهلال هيبة البطل ولم يخسرها لكنه وبرغم ذلك لا يزال يعاني من ردة فعل ظالمة لمجرد أنه أمام أهلي الإمارات خرج بالتعادل وليس الفوز مع أن الفوز راح ضحية الحظ الذي حضر في قالب خصم آخر ساند الضيف وكشر أنيابه في وجه المضيف. أمس الأول لعب الهلال وأجاد.. سيطر وتسيد والأهم أنه قدم كل شيء تطلبه لعبة كرة القدم لكنه في الأخير لم يكسب والسبب ليس في ضعفه أو تهاونه وإنما السبب كل السبب ماثل في عناد الحظ العاثر الذي بات أمام هذا الفريق الأنيق (معضلة). حاول ياسر واجتهد نيفيز وقدم الفريدي كل عصارة نجوميته أما الناتج فالباب المقابل رأيناه وكأنه موصد بالضبة والمفتاح. أي حظ هذا يا كرة القدم؟ أسأل وما بعد الإسهاب في طرح السؤال الذي يجب أن يدركه الهلاليون شيء واحد ألا وهو إغلاق تلك المواجهة وما حملت من (سواد) والبحث بعدها إلى التعويض لكي ينطلق الزعيم إلى خارطة الطريق المرسوم نحو أهدافهم وبأقدام الواثقين الذين يؤمنون بأن كرة القدم لعبة إرادة وثقة وإصرار على كبح جماح الظروف الصعبة التي دائماً ما يتسيدها الحظ وسوء الطالع. أتفق ولا يمكن بأي حال أن أكون مختلفاً على حجم الفوارق بين الهلال وخصمه لكن المنطق يقول مهما حاولت أن تكسب النقاط وتكسب خصمك لا يمكن لك أن تكسب الحظ العاثر طالما أنه قرر أن يصبح لك خصماً آخر داخل الميدان وهذا الوصف الأخير من العبارة المكتوبة هو الذي كان السبب المباشر في خسارة الأزرق لنقطتين كانتا بين يديه إلى آخر ثانية في اللقاء. على الهلال أن يتعلم من الدرس كما عليه أن يرسم اتجاهات مغايرة تقوم على اتخاذ أقصى درجات الحذر فيما تبقى له من منازلات حتى لا يخسر فرصته الكبيرة ولكي لا تصبح تلك المهمة التي انتهت بالتعادل على أرضه أشبه بالمقدمة السلبية التي تقوده إلى طريق مسدود مع الآسيوية واللقب السابع الذي أحلم بأن يكون عربوناً ثميناً لهذا العملاق الذي لا يزال يختال آسيوياً بزعامته. أما عن جيرتس فلا يجب أن تحاكمه الجماهير الهلالية تحت ذريعة قرار فني أراه الصائب. فالهلال.. (منهك) والتركيز على الآسيوية مهم كون هذا اللقب القاري هو الحلم وهو الأمل وهو الطموح وبالتالي ومن أجل أن يتحقق فلابد من التنازلات وتنازلات جيرتس في بطولة الأبطال هي تنازلات مهما أغضبت اليوم إلا أنها ستكون الصائبة غدا.. وسلامتكم.